لايمکن النظر الى ترحيب وزارة الخارجية الامريکية بعملية نقل الوجبة السادسة من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، على أنه مجرد حدث إعتيادي خصوصا وانه قد إقترن بمبادرة جديدة للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة بإستعداد قرابة 680 من سکان معسکر أشرف للإنتقال الى مخيم ليبرتي إعتبارا من يوم 12 أيلول/سبتمبر.
التطورين غير العاديين الاخيرين على صعيد الملف الايراني، يمکن النظر إليهما على إنهما يمهدان لمرحلة جديدة قد تکونquot;نوعيةquot;، من حيث تأثيراتها على الاوضاع في إيران، وان النظام الايراني الذي حاول بشتى الطرق و السبل لکي يقلل من تأثيرات و تداعيات المقاومة الايرانية لسطوته و نفوذه، يجد نفسه اليوم وجها لوجه أمام المقاومة الايرانية و لايملك بدا من مقارعتها او التسليم لها کأمر واقع، وان النظام الايراني الذي سعى عبر عقد مؤتمر قمة دول عدم الانحياز في إيران لإجتياز عقبة العقوبات الدولية المفروضة عليه و حاول أيضا من خلال ذلك إلقاء طوق النجاة لحليفه الاساسي في المنطقة النظام السوري لکي ينجو من المأزق العويص الحالي الذي وقع فيه.
النظام الايراني الذي أثبت فشله و إخفاقه الکاملين من وراء عقد مؤتمر دول عدم الانحياز في إيران، يريد بکل مالديه من قوة الوقوف بوجه إعصار التغيير القادم منquot;بلاد العربquot;بإتجاهه، وعلى الرغم من محاولاته المستميتة من أجل حرف و تزييف و تغيير شکل و مضمون إعصار التغيير القادم إليه، فإنه قد وجد نفسه وجها لوجه أمام أمور و حقائقquot;دامغةquot;وquot;قاتلةquot;إطاحت بصوابه و عرته من ورقة التوت التي کان يتخفى خلفها.
الربيع العربي الذي هب کإعصار مدمر لعروش الطغاة و المستبدين، لابد له من أن يکمل مساره الطبيعي و ينتهي به الامر في طهران حيث المحطة الاخيرة و الحاسمة للربيع العربي، وان النظام الايراني الذي يعلم علـم اليقين بأن سقوط نظام بشار الاسد يعني بالضرورة بدء العد التنازلي لسقوطه، ولذلك فإن هذا النظام يسعى بکل قوته من أجل الحيولة دون ذلك، وهو يبذل مختلف جهوده و کل مابوسعه لدعم و اسناد نظام بشار الاسد و المحافظة عليه، لکن المواقف الايجابية للمقاومة الايرانية و التي تسعى دائما من أجل حلول و مواقفquot;وسطيةquot;تحفظ و تراعي حقوق الجوانب المختلفة المشارکة بالعملية السلمية لقضية معسکر أشرف، هي مواقف إيجابية تقطع الطريق على کل المحاولات المشبوهة التي ترمي للطعن بالعملية السلمية برمتها، وأننا نجد هنا من الضروري جدا أن ينتبه المجتمع الدولي الى هذه الحقيقة وان يحدد موقفه منها خدمة للأمن و الاستقرار في المنطقة.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات