إنعقد فى لندن يوم الإثنين 28 أكتوبر وفى مركز مؤتمرات بيت الكنيسة، قرب أبى ويستمنستر، مؤتمر مجاهدى خلق حول جرائم مخيمى أشرف وليبرتى وبحضور عدد من البرلمانيين البريطانيين وشخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية مختلفة.
كان الحضور حاشدا لمدة أربع ساعات متواصلة، وكلمات متنوعة عديدة منها لبعض أعضاء مجلس اللوردات وأعضاء البرلمان البريطانى وسياسيين آخرين أمثال اللورد كوليل والبارونة بوثرويد والبارونة أولون واللورد وادنكتن واللورد ماك كينس واللورد كلارك واللورد ألتن واللورد دولاكي وبرين بنلى ومارك وليمس وماثيو أفورد وديفيد أمس وستبف ماكيبو وجو بنتن وألن ميل وجون ليج وديفيد فون ومدام كوربتى والسيد طاهر بومدرا، وكلمة السيدة مريم رجوى وكذلك عدد من ممثلى المؤسسات الإيرانية فى المملكة المتحدة وآخرين
تمّ عرض فلم وثائقى عن معسكر أشرف وكيف حصل اقتحامه من أجهزة حكومة المالكى وبملابسهم الحكومية الرسمية فى الإقتحام والإعتداء والقتل بوحشية وبصورة متعمّدة يندى لها جبين الإنسانية مما جعل الجميع يأسف لجرائم حية تنتهك أمام العالم فى القرن المعاصر من حكومات تزعم الديمقراطية وهى أبعد الحكومات عنها وعن الحرية واحترام كرامة الإنسان.
كانت كلمة السيدة مريم رجوى من خلال الشاشة الكبيرة لتنقل كلماتها من باريس وهى تهزّ مشاعر الحضور وعقولهم فى تسليط الضوء على الجرائم التفصيلية التى تحصل على مجاهدى خلق وآخرها فى أول سبتمبر حيث تم تصفية 52 شهيدا واختطاف سبعة لايعلم مصيرهم إطلاقا وهم مهددون بخطر تسليمهم إلى مجرمى الملالى وتصفيتهم أيضا حيث طالبت المجتمع الدولى وحكومات بريطانيا وأمريكا والدول الأوربية باتخاذها موقفا سريعا واضحا لإدانة حكومة المالكى فى هذه الجريمة الكبيرة.
قالت رجوى: (لقد حان الوقت للحكومات الغربية فى الوقوف بوجه الدكتاتور من العراق الجديد ووقف الدعم العسكري و التجاري للحكومة العراقية حتى يتم الافراج عن الرهائن و ضرورة ضمانات دولية لحماية سكان معسكر ليبرتي) كما طالبت الحكومة البريطانية باستقبال الجرحى والمرضى من معسكرى أشرف وليبرتى
أكدت رجوى على مسؤولية الأمم المتحدة والإتحاد الأوربى والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أمام جرائم نظام ملالى إيران ومالكى العراق.
كما ذكرت خدع الرئيس روحانى الذى لايحمل من الديمقراطية شيئا وهو وجه لولاية الفقيه وخداع المجتمع الدولى فى الملف النووى الإيرانى وغيره.
كما تحدثت عن جرائم النظام الإيرانى المختلفة وذكرت إعدامه أكثر من 250 شخصا منذ حزيران الماضىن وجرائم أخرى كثيرة فتساءلت أين الإعتدال الذى يتحدث عنه الغرب وفى أى مجال كان
كانت كلمات أكثر المتحدثين تدور حول محاور كلمة السيدة رجوى خصوصا جرائم معسكرى أشرف وليبرتى كما طالبوا باتخاذ مواقف قوية جريئة صريحة أمام حكومتى الملالى فى طهران والمالكى ببغداد وطالب بعضهم ببعث رسائل قوية أو رفع سماعة الهاتف ومواجهة المسؤولين بالحقيقة وتساءلوا عن دور حكومتهم ودور الإعلام أمام الجرائم المتتالية العديدة وتعجبوا من الحوارات الجارية معهم حيث الإبتعاد عن ذكر جرائمهم hellip; كما ذكروا رسائل بعثوها للمسؤولين وطالبوا فيها بالحرية للشعب الإيرانى وإدانة حكومة المالكى وكذلك طالبوا بدعوة السيدة رجوى للمجئ إلى لندن والبرلمان البريطانى بدلا من الإستماع إليها من خلال الشاشة حيث يتسنى لقاءها والحوار معها مباشرة.
من أهم الكلمات التى أثرت فى الحضور، كانت كلمة السيد طاهر بوميدرا الرئيس السابق إلى (يونامى) مكتب حقوق الإنسان والمستشار الخاص السابق للممثل العام للأمم المتحدة فى العراق، حيث شرح الجرائم ضد مجاهدى خلق والتى عاشها بنفسه فقد كان مسؤولا على الأرض لسنوات عديدة وعنده الوثائق والأدلة الكاملة والتفصيلية مع الصور والرسائل ويمكنه الإجابة عن جميع الأسئلة. لقد ذكر أنه منذ 2009 حيث صرح موفق الربيعى أنه لن يجعل حياتهم فى أشرف محتملة حتى يجبروا على ترك العراق، فإن أوضاعهم باتت من سئ إلى أسوأ. وقد تحدث عن علاقة أعلى المسؤولين العراقيين لاسيما مكتب المالكى ومستشاريه وأجهزته المباشرة عن جميع الجرائم وشرح الوضع الأمنى في المعسكر ولايسمح لأى أحد الدخول إليه كونه محصنا وقال من المستحيل أن تتم الجريمة دون إشراف وعلم وأوامر من مكتب المالكى ومستشاريه المباشرين. أشار بوميدرا إلى أن أشرف مهيأ للمجاهدين أكثر بكثير من ليبرتى الصغير غير المهيأ وتحدث عن أسرار نقلهم إلى ليبرتى والمؤامرات عليهم من القتل والخطف والظلم. كما ذكر سجن (شرف) الموجود فى المنطقة الخضراء وقرب مكتب رئيس الوزراء وغيره من السجون السرية التابعة مباشرة للمالكى حيث يختطف من يشاء ويضع فيه بعيدا عن رقابة أى أحد من حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وغيرها ولعل بعض سكان أشرف هناك كما يمكنه نقلهم إلى سجن سرى آخر وهكذا.
وأنه قد كتب التقارير بذلك إلى المسؤولين لاسيما الأمم المتحدة ولمّا يئس من علاج ذلك ولم يقبل أن يكون شاهد زور على الجرائم قدّم استقالته التى قبلتْ بسرعة طالبين منه السكوت لكنه آثر أن لايسكت عن هذه الجرائم مهما كلّفه ذلك.
ثم تحدث أحد الإيرانيين المضربين عن الطعام منذ الأول من سبتمبر (هنالك مجموعة من الإيرانيين مضربين عن الطعام لحد الآن حتى يتم الإفراج عن المخطوفين) حيث تم اختطاف سبعة من مجاهدى خلق، مطالبا المجتمع الدولى والمسؤولين بتحمل مسؤولياتهم لإطلاق سراحهم فى أقرب فرصة خوفا من تسليمهم لملالى إيران أو قتلهم كما قتل وبدم بارد 52 منهم ظلما وعدوانا، كما تحدث ممثلو عدد من المؤسسات الإيرانية المختلفة فى المملكة المتحدة مطالبة بإطلاق سراح السبعة من مجاهدى خلق المختطفين وإدانة اختطافهم، وجريمة قتل 52 منهم وغيرها من جرائم نظامى طهران وبغداد.
من الملاحظ أنّه رغم التنديد بالجريمة من قبل الأمم المتحدة وحكومات العالم كبريطانيا وأمريكا وفرنسا لكن عدم تحديد مرتكبى تلك الجريمة يجعلهم يفلتون من العقاب كما قد يقوموا بجرائم أخرى فى معسكر ليبرتى كما تدل بعض الدلائل بل تصريحات مسؤولين إيرانيين بذلك ولابد من تحويل هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة القتلة ومحاسبتهم عن جرائمهم.
لقد أثبتت السيدة مريم رجوى أنها إمرأة قيادية قوية كفوؤة وهى مصدر سرور لوصول النساء المؤهلات إلى القيادة العليا والجميع يهتف باسمها رجالا ونساءا بصوت واحد كرمز للحرية والعدالة للشعب الإيرانى الكبير، ونتمنى لمجتمعنا العربى فى بروز قيادات نسوية مؤهلة تستلم القيادة فى الأحزاب والمؤسسات والدول والحال وجود كفاءات نسوية عظيمة.
إن جرائم معسكر أشرف تثبت بالدليل القاطع ارتباط حكومة المالكى مع نظام ولاية الفقيه الإستبدادى وتنفيذ أوامرهم فى العراق مما جعل العراق بهذا الوضع المتدنى من الفساد وسوء الخدمات وانتهاك حقوق الإنسان وكرامته.
إن الرئيس الحالى حسن روحانى لم يكن يوما معتدلا كما يصوره البعض متوهما بل كان ولازال مقربا من ولى الفقيه دوما وفى مسؤوليات عليا فى الأمن القومى وليس رجلا يمكن الوثوق به فضلا عن أنه لايخرج عن أوامر ولى الفقيه صاحب السلطة الحقيقية المطلقة حيث يحتكر السلطات الثلاث وغيرها باستبداد يجعله من أسوأ الدكتاتوريات الحاكمة فى العالم.
إن جرائم النظام الإيرانى لاتقتصر على مسألة واحدة مثل المفاعل النووى التى يفاوضه الغرب عليها بل الإستبداد والدكتاتورية والقتل والقمع وانتهاك سافر فاضح كبير لحقوق الإنسان حيث تترقب الشعوب الإيرانية الخلاص منه فى أقرب فرصة ممكنة فقد انتهت صلاحيته وتطلع الأمة إلى حكومة تحترم الإنسان وحقوقه وكرامته.
الملاحظ أنّ دور إيران لايقتصر على العراق وحسب بل فى المنطقة والعالم، أليس دور حزب الله اللبنانى فى لبنان وسوريا تبعا كاملا لأوامر ولى الفقيه كما صرح زعيمه، أليست مأساة الشعب السورى مستمرة بسبب دعم إيران ومليشياتها للنظام الدموى الأسدى، أليست إيران لازالت محتلة للجزر الأماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ألا تتدخل إيران لزعزعة استقرار المنطقة والمؤامرة على شعوبها لاسيما فى العراق الجريح، والبحرين واليمن والخليج العربى بل جرائمها فى مختلف بقاع العالم حيث امتداد جبروت ولاية الفقيه.
أليست الكثير من الجرائم فى المنطقة تتهم بها مليشيات تابعة لأوامر ولى الفقيه مثل فيلق القدس الإيرانى وحزب الله البنانى وميليشيات عراقية وأمثالها.
أين أوصل المالكى العراق العظيم؟ بلد فى أسفل القائمة من دول العالم فسادا وظلما وقتلا وتهجيرا، بلد ممزق مفكك لا أمن له حيث يقتل المئات والألوف ولا خدمات إطلاقا والتفاوت بين الشعب المظلوم المقهور والطغاة كبيرا جدا وهو يقربنا إلى الحرب الأهلية حيث بان المالكى طائفيا بامتياز ومنحاز للأوامر الإيرانية حتى هاجم معسكرى أشرف وليبرتى مرارا وغير ذلك كثير.
يعتقد البعض أن الصراع المرير للشعب العظيم فى سوريا سوف يضعف الميليشيات التابعة لولى الفقيه مما يمهد للشعوب الإيرانية المظلومة من التحرك فى الداخل لإسقاط نظام هرم وضعف من داخله حيث باتت الصراعات الداخلية على الحكم مكشوفة بين أركانه مثل رفسنجانى الذى تحالف سابقا ضد منتظرى لجعل خامنئى ولى الفقيه وبين الأخير كما بات مير حسين موسوى ومهدى كروبى تحت الإقامة الجبرية حالهم حال عشرات مراجع الشيعة المخالفين لبدعة ولى الفقيه الإستبدادية وكل من يعترض على خامنئى فالنظام يتآكل من داخله والشعب ينتظر بفارغ الصبر الإطاحة به بعد أن بات الملايين بين مهجر ومعتقل وشهيد وقهور.
التعليقات