اذا كانت الثقافة هي الطائر الذي يأتي بعد أن ينام الناس فقد ظهرت بغداد من بين ركامها الذي تسبب به ابناؤها واخوانهم الذين مازالوا يغيضهم أي وهج لبغداد النافضة عنها غبار الوجوم. دعوها تعود كأم رؤوم. تضمكم بين ذراعيها وتشفي الكلوم.

بالامس يوم السبت الثالث والعشرين من اذار 2013 انطلقت فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية التي ستستمر عاما كاملا بفعاليات كثيرة رصد لها نحو نصف مليار دولار. لقد كان حفل الافتتاح لافتا لجهة حاجة المدينة لمسرح كبير يحوي اكثر من ألف متفرج هو عدد كراسي المسرح الوطني الذي لم يكن ليحوي عدد الحاضرين حفل الافتتاح فشرعت وزارة الثقافة بنصب خيمة ضخمة وسط حدائق متنزه الزوراء ضمت العدد الكبير من الحاضرين واتسعت منصة الخيمة لاجمل اوبريت كان مسك ختام اليوم الاول من الاحتفالات احيته الفرقة الاشورية ودار الازياء العراقية على وقع قراءات لاشعار للشاعر العراقي الراحل محمد علي الخفاجي.

كان الحضور السياسي الغائبيعكس الكراهية التي مازالت تعتري قلوب الكثير من ساسة العراق ضد بغداد التي سعوا لافشال تظاهرتها الفنية الكبرى تخوفا منهم أن يسجل نجاحها نجاحا لخصمهم اللدود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي حضر بصحبة الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء ووكلاء وزراء الثقافة من دول عربية ودبلوماسيين من دول اجنبية، إضافة لجمع كبير من المثقفين والصحافيين العرب والعراقيين.

كذلك كانت الموسيقى العربية حاضرة بعود نصير شمه الذي عادت واحتضنته بغداد بعد اللتيا والتي من هفوات بطعم سياسي لهذا الموسيقي المحترف، فقدم على مدار نحو نصف ساعة قطعا جمعت الفلكلور بالمعاصرة العراقية. وقبله قرأ الشاعر نوفل ابو رغيف قصيدة بغداد.

نتمنى أن تكون عودة بغداد كحاضرة للثقافة العربية بداية صلح بين مثقفيها والمثقفين العرب الذين بالغوا كثيرا في ظلم اخوتهم العراقيين حسدا وبغضا ولاسباب سياسية تحطمت تابواتها بعد فوضى الربيع العربي.

مرحبا بامنا بغداد الباقية على مر العصور.

بعيدا عن صراعات الساسة واذنابهم.

انها بغداد عاصمة الثقافة العربية حقاً.