quot; كاميكازيquot; كلمة يابانية، تترجم عادة بالرياح المقدسة أو الرياح الإلهية، وهي كلمة تستخدم للإشارة إلى إعصار يقال أنه أنقذ اليابان من غزو اسطول مغولي بقيادة (قبلاي خان) في 1281. في اليابان يستخدم الاسم quot;كاميكازيquot; بمعنى الإعصار.
كما تستخدم الكلمة للإشارة إلى هجمات انتحارية قام بها الطيارون اليابانيون ضد سفن الحلفاء في الجزء الأخير من حملة المحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية. حيث كان الطيارون الانتحاريون (الكاميكازي) يصطدمون بسفن الحلفاء عمداً بطائراتهم المحملة بالمتفجرات والطوربيدات وخزانات الوقود المملوءة بهدف تفجيرها. فالهدف الذي تم لأجله صنع هذه الطائرات، هي ضرب وإغراق أكبر عدد ممكن من السفن وخاصة ناقلات الطائرات، والتي كانت مبرراً لهذه الانتحارات الجماعية.
عندما قتل هياشي تاداو في 28 تموز 1945 كان في الرابعة والعشرين من العمر.
اتخذ هياشي أهم قرار في حياته بالتحاقه بجامعة كيوتو الملكية. حيث سجل في كلية الطيران يوم 9 كانون الأول / يناير 1943.وقد أصبح في العام 1944 أحد منتسبي القوات الجوية اليابانية.
كان هياشي تاداو أحد الطيارين الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب العالمية الثانية، والذين عرفهم العالم آنذاك باعتبارهم (كاميكازى)، بينما يسميهم اليابانيون (طيارو توكوتاكي).
تم تأسيس الكاميكازي في العام 1945 من قبل الأميرال أونيشي توكيشيزارو. ويختلف طيارو كاميكازي عن انتحاريي اليوم. فهم كانوا يمتلكون إرادة السفر نحو الهدف فقط دون رجوع، لذلك كان يتم ملء خزانات طائراتهم بما يكفيها من وقود للذهاب فقد نحو الهدف دون الإياب. لم يكن الموت خيارهم، لكنهم كانوا يؤمرون بالموت.
كان هياشي يملك عالما داخليا شديد الثراء، وكان يعيش على الأرض خلال حياته القصيرة حياة مثقف. فقد كان يقرأ مع زملائه كتب أرسطو، سقراط، كانت، غوته، ديستويسفسكي وتولستوي.وكان هياشي معجبا بتوماس مان إلى درجة كبيرة.
في ليلته الأخيرة ترك نفسه لصمت الليل الذي لم يعكر سكونه إلا صوت دقات الساعة.وقد كتب في يومياته:
quot;ما أسأم الموت في السماءquot;.. يومياتي تنتهي هنا، هذه آخر ثمرة لحياتي المعنوية..يعني: الصخب والإعصار..انتهى كل شيء. لم يعد ثمة أمل. انتهى زمن الكتابة، الآن زمن الفعلquot;.
قام هياشي بفعل كل ما أمر به الآخرون عندما انطلق بطائرته في الصباح الباكر نحو الموت.
ومن سخرية القدر إن الحرب كانت على وشك الانتهاء. انطلق هياشي ليكون المنتصر الوحيد لحرب خاسرة.. لم تهبط روحه إلى الأرض.
بعد سنوات عثر شقيقه على يومياته، وقام بنشرها، واختار لها عنوان (حياتي تحترق تحت ضوء القمر)..
مات هياشي لهدف وهو الدفاع عن وطنه.. أما انتحاريونا الذين يفجرون أنفسهم وسط تجمعات وأحياء وأسواق لا تضم إلا الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ كل يوم فما هو هدفهم؟ هل لتناول العشاء في الجنة مع الرسول والصحابة كما يدعون، والتمتع بمباهج الجنة التي لم بها تسمعها أذن ولا رأتها عين؟ يشترون نعيم الآخرة بقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، دون أن ينسوا التكبير في عمليات الذبح والتفجير والاغتيال والقتل الجماعي.
ينقل عن أحد الانتحاريين في طوزخورماتو (التي أصبحت في الآونة الأخيرة مسرحا لعمليات التفجير الانتحارية) مؤخرا قوله في عزاء مزدحم وهو في الثواني الأخيرة قبل الضغط على زر التفجير:
- اعذروني يا إخوان!
ثم فجرّ نفسه ورحل ومعه العشرات من الموجودين في مجلس العزاء.