يتم الإعداد الدولي حاليا لعقد مؤتمر جنيف 2 الخاص بالوضع السوري من أجل إنهاء المأساة الدائرة في سوريا، وهي مأساة كارثية تجاوزت حصيلتها التدميرية كل الحسابات و دخلت في عوالم المآسي التاريخية المروعة، فلم يسبق لشعب من الشعوب و أمام عيون العالم أجمع و في طليعتها القوى الدولية الكبرى التي ترفع يافطات حقوق الإنسان أن قدم من الضحايا ماقدم الشعب السوري في سنوات ثورته الشعبية العارمة الثلاث!، ولم يسبق لشعب أن تعرض لمؤامرة دولية فعليا كما كان حال الشعب السوري!!، كما لم تتحالف قوى طائفية و شيطانية مختلفة و متعددة ضد شعب من الشعوب كما حصل من تحالف طائفي مريض و شعوبي ضد الشعب السوري!!، ومع ذلك و برغم الخسائر و المروعة و الآلام الفظيعة و شهداء الجوع و العوز و البرد و كل تآمر الأشرار في العالم ما زالت الثورة مستمرة و متصاعدة و تزداد زخما و عزما بما يسطره أبطال الجيش السوري الحر من ملاحم نضالية رهيبة وهم يقاومون شياطين المخابرات السورية و إحتياطيهم المضموم ممثلا بعصابة ( داعش ) التي هي الوجه الآخر لمخابرات علي مملوك!، من الواضح إن التعويل على مؤتمر جنيف القادم و قدرته على حسم الصراع السوري سلميا و بدون تكاليف مضافة هو مجرد مراهنة على الوهم بحدودها القصوى! فالنظام السوري و قد أعلن ذلك وزير خارجيته وليد المعلم و إعلامه عمران الزعبي ليس بوارد التخلي عن السلطة و الترجل بفروسية عن صهوتها!، فذلك أمر بعيد المنال! لأنه لو أراد ذلك فعلا ما سلم بعضا من سلاحه الكيمياوي!، و ما لجأ أصلا للعبة الوقت الضائع مع الدبلوماسية الدولية!، ولما كان إستدعى حليفه الستراتيجي وهو النظام الإيراني ليخوض معركة المصير الفاشي الشيطاني الواحد في الشام!، النظام ووفقا لشواهد التاريخ وللمعرفة الأكيدة بسلوكيات وطرق تفكير الأنظمة الشمولية لا يفكر أبدا بالرحيل بعيدا أو مغادرة قطار السلطة المطلقة تحت أي ظرف من الظروف، لأنه نظام مافيوزي تديره عصابات إرهاب شرسة تمتلك سجلات تاريخية واسعة جدا بأعمال و نشاطات الإرهاب المحلي و الإقليمي و الدولي، كما أنه لن يقتنع رأس النظام المجرم بأية ضمانات دولية مهما كانت و من أي طرف جاءت لأنه يعلم علم اليقين بأن جرائمه تنوء بحملها الجبال وهي واسعة و متشعبة و رهيبة في مضامينها و ملفاتها المعقدة إضافة لإرتباطها التنظيمي و الجدلي بأطراف إقليمية خارج الخريطة السورية!، فنظام طهران لن يفرح أبدا برحيل النظام السوري سلميا و بتفتيته من خلال العملية السياسية لأن ملفات التورط أكبر من كل ماهو معروف و مشاع و مشخص، النظام السوري اليوم وهو يواجه قدره النهائي و يستعد ليوم غروبه الكبير سيعمل جاهدا وفق الخيار الشمشوني و تهديم المعبد السوري على رؤوس الجميع، وليس سرا ما أعلنه مدير المخابرات السورية المجرم علي مملوك عن إستعداد النظام لتدمير عاصمة الأمويين تدميرا كاملا إن وصل الثوار لها و قاتل أبطال الجيش السوري الحر في شوارعها و حاراتها، فخيارات النظام هي التدمير الشامل و الذي لايملك من خيار آخر غيره، فهو حاليا ورغم مساعدات حلفائه عاجز تماما عن حسم موضوع الثورة في ريف دمشق المحيط بالعاصمة وحيث يرسل يوميا براميله القذرة لتدمير المدنيين و إيقاع أكبر خسائر ممكنة بين صفوفهم لأنه يعتبرهم حاضنة الثورة، كما أن فتح ملف إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري و مسؤولية النظام و حزب الله عن تلك الجريمة سيجعل المطالبة الدولية برأس النظام أمرا حتميا لافكاك منه، لذلك فإن أي تصور لإستسلام سياسي لبشار الأسد هو مجرد وهم مطلق، ولا بديل حقيقي عن حل عسكري دولي يبدأ فورا من فرض و إقامة مناطق عازلة لمنع براميل النظام سواءا في درعا في الجنوب أو حلب في الشمال، ثم اللجوء للقوة العسكرية الدولية لإسقاط النظام بشكل حاسم إن كانت هنالك إرادة دولية حريصة فعلا على دماء السوريين، لقد فعلها الغرب بوضوح و سلاسة مع نظام صدام حسين في العراق رغم أن ذلك النظام رغم كل ملفاته السوداء لم يقم بمثل ماقام به نظام الأسد من جرائم مروعة... فهل نشهد تسخينا دوليا لحسم المشهد السوري ووفقا للغة الوحيدة التي يفهمها النظام المجرم؟ أم أن قرار إبادة السوريين الأحرار هو قرار دولي..؟... نتأمل خيرا و ندعو الله لأن يجنب شعب سوريا الحرة المآسي و الدمار.

[email protected]