لفت انتباهي تقرير في صحيفة الصندي تايمز البريطانية في الصفحة السادسة (5 اكتوبر) يتعلق بخيبة أمل كوادر داعشية بريطانية وانشقاقهم عن داعش وهروبهم الى تركيا. الجهاديون البالغ عددهم 100 شخص يحاولون العودة الى بريطانيا بعد قضاء عدة شهور في حلب والرقة في صفوف داعش. المهم في الموضوع هو الاسباب التي دعتهم للانشقاق والهروب من داعش. وأهم سبب أنه تم تضليلهم والخداع بهم حيث التحقوا بداعش اعتقادا منهم انهم سيشاركون في الثورة ضد نظام الأسد ولكنهم وجدوا انفسهم يقاتلون ثوار تابعين لفصائل مناوئة للنظام. واعتبر خبراء مكافحة الارهاب في بريطانيا ان المجاهدين البريطانيين قد غرر بهم وخدعوا ووافقوا على الالتحاق بالثورة للقتال من اجل الحرية وتخليص الشعب السوري من حكم الطاغية بشار الأسد. لم يراهنوا على محاربة الجيش السوري الحر والمجموعات المعارضة الأخرى. ان دلّ هذا التقرير على شيء فأنما يدل على ان هناك تواطؤ واضح بين داعش ودمشق. ومما لا شك فيه اننا سنسمع المزيد من تفاصيل التواطؤ الأسدي الداعشي في الاسابيع المقبلة عندما يتم استجوابهم من قبل خبراء الأمن البريطاني.

محاولات يائسة للمشاركة في الحرب ضد داعش:

ادلت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري ايلول الماضي بتصريحات وتهديدات فارغة لقناة “الميادين” وثم لقناة “سي ان ان” الامريكية ووصفت فيها اي غارات تشنها الطائرات الامريكية داخل الاراضي السورية هو “عدوان سافر” وعدم استبعادها في الوقت نفسه قيام القوات السورية باسقاط هذه&المقاتلات حال قيامها بقصف مواقع لـ”الدولة الاسلامية”. طائرات التحالف تقصف كما تشاء ولم تقم دمشق بالرد.

وتوسل وزير الخارجية السوري وليد المعلم للأمم المتحدة والتحالف ضد داعش للسماح لدمشق بالمشاركة في الحرب ضد داعش. ولكن لم يصدقه أحد وتم تجاهله كليا حتى ان القاعة التي القى فيها كلمته التوسلية كانت شبه خالية.

النظام يرعى ويضاجع الارهاب ثم يطالب ان يكون شريكا في مكافحة الارهاب. في السنوات التي تلت سقوط نظام صدام حسين صدّرالنظام السوري الارهاب للعراق والى لبنان وتاجر بالارهاب واستخدمه كورقة للمساومة الاقليمية مع الخصوم ومع الغرب. مارس النظام الارهاب ودعمه تحت غطاء المقاومة والممانعة الزائفة. والآن اشتم النظام رائحة فرصة جديدة للنجاة. هرب النظام من ضربة عسكرية في غسطس آب 2013 بعد صفقة نزع السلاح الكيماوي المشبوهة. والآن يشتم رائحة صفقة جديدة تسمى " الحرب ضد داعش".

تحالف اقليمي مع داعش لخدمة دمشق:

والتواطؤ بين دمشق وداعش بات واضحا بعد ان كشفت وثائق مخابراتية غربية مؤخرا أن شركات وأشخاصً من دول اقليمية حليفة يتولون نقل الأسلحة والمقاتلين لتنظيم القاعدة في سوريا، وبعلم مسبق من السلطات في العواصم المعنية ليكونوا في خدمة النظام السوري من أجل تمزيق المعارضة السورية المسلحة، من خلال إلهائها بحروب هامشية، كما يحصل بين الجيش الحر والجبهة الاسلامية من جهة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من جهة أخرى.

وتقول مصادر اقليمية عربية وغير عربية أن الهدف من دعم داعش هو مساعدة النظام السوري بالظهور للعالم أنه يحارب الارهاب. وعلى سبيل المثال وليس الحصر يقول باحث في الشؤون الايرانية فتحي السيد من مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية في مقابلة مع الموقع الايراني "الشورفا" أن العلاقة بين النظام السوري وداعش واضحة للعيان. هدف دمشق الرئيسي هي تدمير المعارضة العلمانية المعتدلة.

ديفيد بلير في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية ايلول الماضي فضح صفقات النفط بين داعش ودمشق التي بموجبها قام النظام باخلاء حقول النفط وتركها لداعش وباشر بشراء النفط من داعش.

وكشفت المصادر المخابراتية أن دمشق وحلفاؤها يسعون لخلق جيل من المقاتلين الاغبياء والساذجين التابعين لأبو بكر البغدادي الذين تغسل دماغهم مسبقا لينفذوا أوامره دون سؤال او جواب. ولهذا ولتشويه صورة الثورة وسمعة المعارضة تقوم داعش وكوادرها الغبية بممارسات وحشية مثل قطع الرؤوس وبتر الأيدي لخدمة نظام دمشق ولاقناع العالم ان النظام يكافح الارهاب الإسلامي.

الاعدامات تتم بطريقة وحشية كأنها ترتكب عمدا لتشويه صورة الثوار. ومن الجدير الاشارة ان داعش لم تخض أي معارك ضد النظام او حزب الله ولم يقم النظام بمهاجمة داعش التي تقاتل الجيش السوري الحر ولا تقاتل النظام. أخلى الجيش السوري مواقعه في الرقة وهي المطار ومركز قيادة اللواء 17 وكتيبة 93 وتركها لداعش.

في حلب أخلت داعش مناطق تحت سيطرتها جنوب حلب وسلمتها للجيش النظامي واحتلت اجزاء في المناطق الشرقية والشمالية والغربية للمدينة. ولم تلمس بأذى قريتين تحت سيطرة النظام وهما نبل والزهرة رغم أهميتهما الاستراتيجية.

والسؤال الذي يظهر في الاعلام مرارا وتكرار ولم يستطع النظام بتقديم الاجابة عليه وهو لماذا لا يتم إسقاط البراميل المتفجرة على داعش بل فقط على المدنيين الابرياء؟

&

&لندن