معروفة منذ سنوات قصة الفتاة الباكستانية ملالا، التي حازت للتو، وبالمناصفة، على جائزة نوبل للسلام. وهي تستحق أكثر. ملالا كانت ضحية وحوش طالبان الإرهابيين، ولكنها صمدت، وراحت تبشر بحق المرأة في التعليم والكرامة والمساواة. العالم الديمقراطي استقبل هذه الفتاة الشجاعة وذات الإرادة القوية برغم صغر عمرها- استقبلها بالتقدير والتشجيع، في حين لم نجد من العالمين العربي والإسلامي أية درجة من هذا الاستقبال المشجع، ذلك لأن المرأة تكاد تكون مغيبة في هذين العالمين وتتعرض لأشكال ودرجات من التمييز والتضييق. وليس عجيبا أنه كلما زاد تطرف المتطرفين وانحدروا إلى مرتبة الإرهابيين الوحوش الآدمية- كوحوش داعش وأمثالهم- ازداد الخناق على المرأة، مسلمة وغير مسلمة، وازداد تعرضها للملاحقات والانتهاكات الفظة. وما جرى للنساء الأيزيديات على أيدي داعش مثال مرعب لما يمكن أن تصل إليه نذالة وجبن وشراسة الإرهاب الجهادي الذي يحتقر الآدمية وكل القيم النيرة. وبالمناسبة، فإننا لم نجد في العالمين العربي والإسلامي وبين الجاليات المسلمة في الغرب ردود فعل استنكار لما تعرضت له الأيزيديات من سبي وعدوان، ولا نجد إلا القليلين من يتحدثون عن مأساتهن.
ملالا تدافع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان بأساليب سلمية . أما المناضلة الكردية نارين عفرين في كوباني فهي تحارب بالبندقية أشرار داعش وتقود مع رفيق لها قوات المقاومة الباسلة دفاعا عن المدينة المظلومة، التي لم تهرع لا قوات تركيا ولا غيرها لتجدتها أمام زحف الداعشيين. نارين، مثل ملالا، تواجه الإرهابيين الأشرار، الذين يكتفي أوباما بوصفهم بمجرد "متطرفين" مع أنهم& متطرفون إرهابيون قتلة ومجرمون بامتياز.[*] والغريب أن الاكتفاء بتعبير " المتطرفين" في الحديث عن داعش& صار رائجا& حتى في وسائل الإعلام العربية الموضوعية ومنها فضائية العربية. ومع أن الوصف& " متطرف" ليس مديحا، ولكنه قليل في وصف من بلغوا من التطرف الديني مداه وتحولوا إلى جزارين للبشر وقطاع رؤوس ووحوش غاب.
كوباني، التي تدافع عنها نارين ورفيقاتها ورفاقها، ضحية سياسات الإدارة الأميركية في سوريا، وضحية العنصرية التركية، وما تناضل من أجله نارين يلتقي مع ما تناضل من أجله ملالا في كون العدو مشتركا، ما بين طالبان وداعش. وها هي حركة طالبان تعلن تأييدها لداعش. وبذلك تصفع سياسة اوباما في الحوار مع طالبان مباشرة أو بواسطة قطر.&&&&&
إننا نحي من القلب ملالا وشجاعتها، ونحيي بطولات نارين ورفاقها دفاعا عن مدينة صارت هي الأخرى رمزا للبطولة.

[ لاحظ أمير طاهري في مقاله الأخير بالشرق الأوسط أن اوباما لا يستخدم تعبير إرهاب وإرهابيين، ولا يتحدث عن " الحرب" على داعش حتى دحرها& بل عن& وقف زحفها& و إضعافها...]&
&