كتا اطفالآ صغار عندما كان يمر (شمخي) في الحي الذي نسكن فيه،وكان يأتي حاملآ بإحدى يديه مسجلآ ماركة ناشنيول الشهيرة طوله لايقل عن 30سم كان ذلك في عقد السبعينات، وميزة شمخي الشخص ومسجله لا يتكلمان الا هندي، لانه كان يعشق الأفلام والأغاني الهندية فكان يحفظها عن ظهر وقلب كما يقال ولكي تكتمل الامور كان يستخدم بافراط دهن لشعره على الطريقة الهندية. وفي العراق تعودنا ان نصف من يبالغ بوصف او نقل بعض الأمور بانه فيلم هندي ولم يكن أحد يتوقع ان تتحول بعض أمورنا الى أفلام هندية لكن بصبغة طائفية على يد شخص طائفي مقيت من بقايا الصنم الساقط.&
&
فلقد صرح عضو البرلمان السابق طه اللهيبي بأن (أهل العمارة هنود وليسوا عرباً ولاعراقيين ) ومدينة العمارة لمن لايعرفها هي ميسان وهي الموطن الاول للحضارة البشرية حيث سومر والحرف الاول للكتابة في التاريخ البشري.وليس مصادفة ان صدام سبق ووصف أهلها (بالهنود ) وذلك بعد هزيمته الكبرى في الكويت وانطلاق شرارة الانتفاضة الشعبانية ومابين صدام واللهيبي سجلآ طويلا من المتطرقين الذين يستحقون وصف (مجدّي وخنجره بحزامه) لانهم يعيشون من نفط الجنوب ومن ضمنه نفط العمارة ومع ذلك يحاولون التجاوز على هذه المدن التاريخية وهذا يقودنا الى حال الزريبة حيث ترى فيها بعض جنس الحيوانات ما أن يشبع حتى يرفس الماعون الذي يأكل منه.
&
وسبب هذا الحقد الأصفر على مدينة الأنهر والأهوار لم يأت من فراغ بل بسبب دورها الجوهري والأساسي في أحتضان معارضي الصنم الساقط في اهوارها بين جنات القصب والبردي ورغم أن الصنم كان قد جفف الكثير من مساحات الأهوار لكن ذلك لم يشفي غليله. لذلك سيكون من الغريب العجيب أن لانسمع أدنى رد فعل رسمي او حزبي او شخصي أتجاه تجاوزات اللهيبي ضد هذه المدينة الام التي أحتضنت كل الواجهات السياسية في عراق اليوم ودفعت جراء ذلك أثمانآ باهضة بالحرث والنسل والأرض والإنسان ! حتى ضربت اهوارها بالكمياوي.
&
أنه (العقوق ) باتعس صوره وهذا فلم هندي أخر لحفنة من ناكري الجميل.وبعيدا عن كل عاق من هولاء عمال السياسة البائسين. فان عشائر العمارة العربية الأصيلة من قبيلة البو محمد والسواعد والسودان وال أزريج والسادة وغيرهم وامتدادهم البشري الهائل الذي يمثل نصف تعداد سكان بغداد حوالي أربعة ملايين في مدينة الصدر والشعلة جميعا ليس بحاجة الى صك او تصديق من طائفي أصفر لعروبتهم النقية المستمدة من بيت النبوة الأمين. كما لايثلم عروبتهم هذا العقوق الرسمي والحزبي لحكام العراق الجديد دخلاء الأمس عندهم، فكل أناء ينضح مابه. ومفارقة أن تجد ان أحدهم كتب في مواقع التواصل الاجتماعي (أيها اللهيبي اثبت عروبتك اولآ فسحنة وجهك تقول انك يهودي من بقايا قاعدة الحبانية الانكليزية الجوية) وهكذا تقسم العراق بين الهندي واليهودي.
&
اما شمخي فسمعت بعد اكثر من ثلاثين عاما من انقطاع اخباره وعودتي للعراق بانه قد قتل ليس لانه سني المذهب بل لانه وكما يقال كان قد حاول أن يغازل بالهندي وحتى ليس بالعربي احدى بنات عشيرته فما كان من أخوتها الا أن يقتلوه وهم يهزجون (أصبع عاب وكصيناه) وكم تمنيت أن يكون هذا الخبر مبالغآ فيه مثل (فلم هندي ).
&
&