أربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق مدينة السلام والصداقة وملجأ آلاف العراقيين الذين وجدوا في رحابها الامن والطمأنينة و فرص العمل والحياة تعرضت صباح الاربعاء الى هجمة ارهابية قذرة بتفجير سيارة يقودها انتحاري امام مركز المحافظة مخلفة عدد من القتلى والجرحى الابرياء وأضرار مادية محدودة.
العملية الانتحارية الغبية هذه لابد وان تكون نتيجة تخطيط وعمل اجرامي طويل الامد اذ من الصعوبة بمكان اختراق الاجراءات والاحتياطات الامنية التي تتخذها قوى الامن الداخلي لمنع وقوع مثل هكذا اعتداءات اجرامية و الانفجار الذي حدث امام مبنى المحافظة ليس اكثر من اختراق محدود للغاية فالإقليم يتمتع بالكثير من الامن والاستقرار مقارنة بباقي مناطق العراق.
ما تريده العصابات الارهابية بهذه العملية الاجرامية و في هذا الوقت بالذات ليس اكثر من محاولة اعلامية و دعائية فاشلة للتغطية على الخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم الارهابي لما يسمى بالدولة الاسلامية وعلى كافة الجبهات تقريبا ابتداء من ربيعة و زمار وسد الموصل وانتهاء بجرف النصر وتحرير مدينة بيجي ومصفاتها.
لقد تغير مسار الحرب ضد هذه العصابات الاجرامية كليا بعد مرحلة صد العدوان وتطويقه الى مرحلة الامساك بزمام المبادرة والهجوم المضاد والدلائل على الارض تشير بوضوح الى انها بداية النهاية لما يسمى بالدولة الاسلامية المزعومة والعملية الانتحارية في العاصمة اربيل ليست اكثر من محاولة عبثية فاشلة لتحويل الانظار عما يجري في ساحة المواجهة الحقيقية والهزائم التي تعيشها والفشل الذريع الذي يشهده التنظيم الاجرامي في تحقيق اي من اهدافه التعسة وهو يخسر باستمرار مواقعه التي سبق وان سيطر عليها في غفلة من الزمن وبسبب الظروف التي مر بها العراق عامة.
ان محاولة زعزعة الامن والاستقرار في اقليم كوردستان والعاصمة اربيل يصطدم حقا بالكثير من الوقائع التي تحكم مسبقا بفشلها مما يؤكد عمى الارهاب وغبائه فالأحزاب الكوردية العلمانية في الغالب ومعها الاحزاب الموصوفة بالدينية رغم ما بينها من اختلافات وحتى خلافات إلا انها موحدة في موضوع مواجهة الارهاب ومكافحته بكل السبل الممكنة اضافة الى موقف الحكومة بكل مكوناتها الحاسم والصارم ضد الارهاب و المجتمع الكوردي برمته يرفض العنف والجريمة المنظمة ولا يشكل بأي حال من الاحوال بيئة حاضنة لمثل هذه الافكار المنحرفة والممارسات الاجرامية مما يعني ان مثل هكذا جرائم لن تنتج إلا المزيد من الوحدة والاتحاد ضدها والمزيد من التعاون مع الاجهزة الامنية المختصة للتصدي لهذه العصابات.
الامر الاخر هو ان هذه العصابات الاجرامية التي اعمى الله بصرها و بصيرتها ولأكثر من عقد من الزمن تمارس مثل هذه الجرائم في انحاء العراق خاصة العاصمة بغداد التي تشهد باستمرار انفجار السيارات المفخخة و العبوات الناسفة دون ان يؤثر ذلك لا على صمود وتحدي المواطنين ولا على مسار الحياة اليومية ولا على المواقف السياسية وكل ما تستطيع عصابات الجريمة المنظمة من تحقيقه هو قتل الابرياء من نساء وشيوخ وأطفال ومواطنين اعتياديين مما يزيد من نقمة الشعب العراقي وغضبه ضد هذه العصابات الجبانة والمنفلتة ويبشر مع الوقت وإعادة ترتيب اوضاع البيت العراقي وقواته المسلحة بقرب التخلص النهائي من الارهاب والإرهابيين القتلة.
النتيجة التي لا يستطيع الارهابيون استيعابها ان الاختراق الامني المحدود في اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق لا تستطيع ان تغطي على الخسائر الفادحة التي تلحقها قوات البيشمه ركه بهذه المجاميع من القتلة والمجرمين وان مثل هذه الاحداث تزيد من وحدة صفوف الشعب وتلاحمها مع قواتها الامنية في وجه الارهاب الذي يلفظ انفاسه الاخيرة تحت وطأة الضربات الموجعة والخسائر الفادحة في الارواح والمعدات.
اربيل لن تتأثر بعمل اجرامي جبان ومدان ومرفوض من قبل كل مواطني العراق و كوردستان وستبقى بالتأكيد عاصمة للسلام والمحبة والتآخي والتعاون المثمر من اجل غد افضل لكل العراقيين.
&
&
التعليقات