يعد ملف اللاجئين السوريين من أكثر الملفات الإنسانية خطورة في القضية السورية، نظراً للأبعاد الإنسانية
والاجتماعية والاقتصادية والتربوية الخطيرة التي يخلفها اللجوء على مجتمع اللاجئين وعلى ذويهم من غير اللاجئين، وما يتركه من آثار مماثلة على المجتمعات المضيفة، فيعطي هذا الانتهاك بُعداً دولياً وإقليمياً، بخلاف بقية الانتهاكات التي يجري تجاهلها من المجتمع الدولي، والتي ينحصر أثرها على الإنسان السوري بصورة أساسية. كما تُمثّل قضية اللجوء مُحصّلة لبقية الانتهاكات، حيث تُظهر بحجمها الكمي غير المسبوق في العصر الحديث مستوى الوحشية التي مُورست على الشعب السوري من قبل النظام، والتي دفعت ملايين الأشخاص للتخلّي عن بيوتهم والعيش في أماكن لا يصلح بعضها لعيش البشر
فلم يتوانى العرب منذ بدء الثورة السورية عن التخاذل في ملف لاجئيها وما يتعرض له اللاجئ السوري في مصر والبلدان العربية الأخرى من اعتقال وترحيل وتعدي جسدي و تحريض إعلامي ضده
كان آخرها ما تعرضت له القائمات على مشروع "لسنا لاجئات بل منتجات" وهو مشروع مطبخ للأكل السوري تعمل فيه اللاجئات السوريات لتأمين رزق كريم لهن , من تلقي اتصالات وتهديدات وتخريب الدراجة النارية التي يستخدمنها لتوصيل الطلبات وضرب ابنتها الصغيرة والتي لا يتجاوز عمرها 7 سنوات
تقول أم عمر وهي مديرة المشروع : نحن محبوسون هنا لا نستطيع الخروج والدخول خوفاً من التهديدات وتجنباً للأحداث الجارية في مصر , نحن لم نعتدي على أحد وكان عملنا منذ اليوم الاول قانوني ومرخص وضمن حدود البلد وأعرافها
وفي سياقاً آخر في أولى جلسات القضية رقم 1086 لسنة 2013 جنايات قصر النيل، المتهم فيها 13 سورياً بتهمة "التجمهر وتعريض السلم العام للخطر" قضت المحكمة بالسجن المشدد 5 سنوات على جميع المتهمين غيابيا، حيث وجهت النيابة للمتهمين "تهم التجمهر وتعريض الأمن والسلم العام للخطر، والاعتداء على المارة، ومواجهة السلطات بالعنف والقوة، والتعدي على قوات الشرطة، واستعراض القوة بهدف ترويع المواطنين"
ونقلت وسائل الإعلام مصرية أن قائمة المتهمين تضم كل من " طلال الخراط، و قتيبة الأقرع، ومرهني الصاح، ومازن البلخي، وحسام الدين ملص، وهمام يوسف إدريس، وطاهر محمد الحريري، وأنس عبد السلام صوفي، ونانيس عدنان، ومحمد البراء الأحدب، وبسام مصطفى، وحسام محمد عصام، ومان إيميل الزهيان
ونذكر هنا أن اللاجئ هو:
&الشخص الذي فرَّ من بلده الأصلي جراء تعرضه لانتهاكات حقوق الإنسان هناك بسبب ما هو عليه أو ما يؤمن به، والذي لا تستطيع حكومة بلده، أو لا تريد، أن توفر له الحماية. ونتيجةً لذلك فقد أُرغم على طلب الحماية.
&ومن حقوقه :
-توفير الحماية من الإعادة القسرية إلى بلد
&-الحق في العمل والسكن والتعليم
-الحماية من العقوبة على دخول بلد بصورة غير مشروعة
إذاً ما الحقوق المشروعة التي حصل عليها اللاجئ السوري ليخرج من الدمار والحرب والقصف إلى الذل والمهانة , في ملف اللاجئين السوريين انتهاكات خطيرة تحتاج الكثير من العمل والمطالبة بحق "اللاجئ" فقط لا غير! وعدم تحويل الأزمة الإنسانية إلى قضية تجاذب سياسي اُستعملت فيها كل أدوات الإذلال والعنصرية وصولاً إلى استخدام عصا "الاقتصاد" لضرب الأساس الأخلاقي لاحتضانهم من جهة , ولتحويل اللاجئين إلى مادة تشحذ من خلالها السلطة الأموال والمساعدات بما يفيض عن الحجة الفعلية لإيواء اللاجئين السوريين من جهة أخرى
&
&
التعليقات