&
لا مكان لداعش في الأردن:
&
وقع الاعلام العالمي في فخ داعش وضخّم قوتها وامكانيتها. نعم نجحت في هزيمة الجيش العراقي الطائفي والهزيل بسبب سياسات المالكي الكارثية. نجاح داعش والفصائل السنية في العراق ضد جيش نوري المالكي ليس لأن داعش لديها قوات هائلة بل بسبب ركاكة وهزالة مؤسسة المالكي العسكرية.
&
يتساءل البعض كيف ان مجموعة من عصابات الارهاب التكفيري التي تتخصص بقطع الرؤوس وجلد النساء تتمكن من تهديد العراق واحتلال مساحة كبيرة من الاهتمام العربي والعالمي علما أن كوادرها حسب تعريف منشقين عن داعش من الجهلة الساذجين المغسولة أدمغتهم.
&
الترويع الاعلامي لداعش يخدم اجندة نظام دمشق وطهران وبغداد حتى يظهرون للعالم انهم يواجهون ارهاب القاعدة. وقع الأميركيون والبريطانيون في هذا الفخ حيث تحتل كل نشرة اخبارية فقرات طويلة عن انجازات داعش العسكرية والخطر الذي تشكله على الأمن العالمي.
&
داعش ليست سوبرمان والجيش السوري الحر قاتل داعش وأجبرها على الانسحاب من مناطق عديدة في سوريا. ولكن المبالغة بقوتها وضخامتها تخدم أجندة ايران الاقليمية وتخدم بشار الأسد الذي اخترق داعش وسخرها لتمديد عمر نظامه.
&
تناقضات داعشية:
&
ومن التناقضات الفاضحة أن داعش تهدد لبنان والأردن وتقف مع النظام في سوريا. بات واضحا لمن يراقب المشهد السوري ان داعش تلعب دورا خبيثا في دعم عصابة الأسد وتعمل ضد الثورة والثوار. وقلناها مرارا ان داعش عميلة لمخابرات ايران العسكرية والسورية وتعمل بالتنسيق معهما. وتظهر ادلة جديدة يوميا من مصادر دولية واقليمية ومن داعشيين سابقين.
&
ونتساءل للمرة العشرين لماذا لا تقصف البراميل المتفجرة مواقع داعش ولماذا لا تستهدف داعش الجيش النظامي بل تغتال وتعدم وتقتل افراد الجيش السوري الحر.؟
&
وفي محاولة يائسة قام نظام الأسد بقصف مواقع لداعش في المنطقة الحدودية بعد ان انسحبت داعش منها لايهام الاعلام انه ضد داعش ولكن الحقائق والدلائل تؤكد تورط دمشق وطهران بدعم داعش او على الأقل اختراقها وتسييرها حسب المتطلبات على الأرض.
&
التهديد للأردن:
&
ثم يظهر احد اغبياء داعش المغسولة أدمغتهم على الاعلام ويهدد أن داعش ستنتصر في العراق وستدخل بسهولة الى لبنان والأردن دون أي مشكلة.
&
ومما زاد المخاوف عن نوايا داعش في دخول الأردن هي الاخبار عن سيطرة داعش على منفذي الوليد (على الحدود السورية) وطريبيل (على الحدود مع الأردن)، وكلاهما في الأنبار.
&
من جانبها قالت مصادر مخابرات عراقية وأردنية إن عشائر عراقية سنية سيطرت على معبر حدودي بين العراق والأردن ليلة الأحد 23 حزيران، بعد انسحاب الجيش العراقي من المنطقة عقب اشتباكات مع متشددين مسلحين.
&
فيما كشف مصدر بالقوات العراقية لشبكة "سي إن إن CNN" الإخبارية أن قوات المالكي انسحبت من منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، وذلك بعد ضمان سلامتهم من قبل زعماء القبائل. وكانت مصادر مطلعة أفادت أيضاً لوكالة "عمون" الأردنية أن حركة العبور بين الحدود الأردنية والعراقية توقفت بين الجانبين.
&
نجاحات داعش العسكرية في العراق اثارت حمية بعض المتعاطفين في مدينة معان الأردنية، حيث خرج بعد صلاة الجمعة الماضية عدد محدود من الساذجين رافعين يافطات تحيي تنظيم داعش الإرهابي، وتعلن أن مدينتهم تناصر ما سموه بدولة الإسلام.
&
فالقيادي في التيار الجهادي الأردني المعروف بأبو سياف تبرأ من المظاهرة وطروحاتها، وحتى من بعض شبابها المنتمين لحركته، قائلا إنه غرر بهم وإن داعش لا تخدم حركته ولا تمثلها. الأمن الأردني على دراية كاملة بهؤلاء والوضع تحت السيطرة التامة.
&
ومن جهة اخرى قالت الخارجية الامريكية، ان واشنطن تعتبر مسلحي 'داعش' يهددون امن المنطقة باكملها مؤكدة دعمها ضربة منسقة ضدهم. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن: مسلحي داعش يشكلون خطرا على المنطقة بأكملها وليس على العراق فقط.
&
طبعا هناك مخاوف في الأردن ان داعش قد تحاول اقتحام الحدود ظنا منها انها قادرة على احتلال بعض القرى والمواقع وتأسيس امارة طالبانية تحكم بالشريعة وتعدم الناس في الشوارع وتقطع الرؤوس وتنكل بالمواطنين كما فعلت في الرقة ومناطق اخرى في سوريا بتواطؤ ايراني سوري لكي يظهر نظام الأسد الارهابي انه مكافح للارهاب. ولكن اللعبة انكشفت وانفضح الأمر.
&
التعاطف مع داعش قد يكون بسبب كره البعض للمالكي وسياساته الطائفية المقيتة والتدخل الايراني لكنهم لا يدركون مخاطر سيطرة داعش على المناطق التي يعشون فيها.
&
النظام الأردني سمح لكل اطياف المعارضة بما فيها السلفية والاخوان المسلمون ان يمارسوا نشاطهم السياسي في اطار القانون. واي خروج عن القانون سيتم مواجهته بحزم من قبل الدولة وبدعم من الشعب الذي يقف خلف القيادة الهاشمية.
&
داعش قد تحاول التحرش بالأردن ولكنها ستتفاجأ برد فعل عسكري قوي قد يثنيها عن اي مخطط غبي تفكر به.
&
الجيش الأردني جيش وطني محترف وليس جيشا طائفيا هشا، حيث يخدم في صفوفه الأردنيون من شتى الأصول والمنابت، متحدون بولاءهم لوطنهم ومليكهم. إن المجتمع الأردني مجتمع متماسك يقف خلف قيادة هاشمية واعية وحكيمة وصلبة، ويثق بأجهزته الأمنية والتي يقدر عاليا ما تقوم به من الحفاظ على الأمن والإستقرار في البلد، وأن هذه الثقة أيضا نابعة من طبيعة عمل الأجهزة الأمنية وتعاملها مع المواطن الأردني بطريقة مختلفة عما تقوم به أجهزة أمنية في دول عربية أخرى وتعاملها بطريقة وحشية مع مواطنيها. ألأردنيون يثمنون أمن واستقرار بلدهم على الرغم من المصاعب الاقتصادية التي يمرون بها، ولايمكن للاردنيين الا أن يقفوا بوجه داعش وغيرها من التنظيمات وحتى الأشخاص للحفاظ على بلدهم.
&