حكم السجان على الشاعر بالحكم المؤبد&
&رفع يده
ثم حكم بالإعدام على القصيدة.
صاحت الكلمات
صرخت الحروف
وأعلنت النقاط رفضها للحكم
ووقفت على طاولة السجان علامة إستفهام& تضرب بعلامة تعجب ثم قالت:
مابك أيها السجان..& أمجنون أنت؟!& القصيدة... بوح مشاعر..!
السجان:& بل القصيدة& بوح قنابل .. وكلما كانت ثائرة ومتمردة ، كلما هزت كياني .
علامة الإستفهام: أهكذا تظن أيها السجان؟!
السجان: كل بيت شعر في قصيدة، هو صاروخ أرض جو ينطلق& بإتجاهي !
كل كلمة حرة: قنبلة كيمياوية سامة...!
وكل نثر أو شعر كتابي، لا يتحدث عني كملاك وليس كسجان:
هو عمل كتابي إجرامي يستحق صاحبه السجن المؤبد، كحكم مخفف عن الإعدام!
علامة الإستفهام: لكنك تحكم بالإعدام على القصيدة والخاطرة مجرد أن تحكم على صاحبها بالمؤبد؟!
والمبدع..& أيها السجان: لا يستطيع أن يكتب إبداعا بدون حرية!
السجان: لوحكمت على الشاعر أو الناثر بالإعدام، لبقي الإبداع للأبد وأصبح سيفا مسلطا علي، لذلك أخترت أن أسجن المبدع كي يموت الإبداع.
عندما مات سقراط بالسم، ساد فكره آلاف السنين حتى عصرنا الحاضر.. ذهب الطغاة وبقي سقراط عائشا& في عقول الملايين؟!
علامة الإستفهام: وهل ترى أن كل ناثر أو شاعر... سقراط آخر؟!
السجان: ولولا أن يخلد& كل صاحب& كلمة كسقراط ، لأسقيت من يكتب حرفا لايمجدني.. سما،
&ولأمرت بكسر كل الأقلام& المتمردة على إستبدادي!
علامة الإستفهام: حتى لو كسرت الأقلام ... لوحة مفاتيح الكمبيوتر تقوم بنفس الدور وبحرفية عالية المستوى!
السجان: لو سمح لي نظام العولمة.. لوددت أن أحرق كل الأجهزة وأعود الى عصور الظلام.
علامة استفهام: لماذا أيها السجان تحن الى ماضي الجهل؟!
السجان:الجهل مني وأنا من الجهل.. ولكي أهنأ بسجني الذي أحكم فيه أقفال& أبواب تسلطي، ولأغلق نوافذه كيلا يدخل عبرها الهواء أو تتسلل الأشعة. فلا تتجرأ الخاطرة المجنونة على البوح البريء، ولا تنفجرالقصيدة الثائرة كالقنبلة!&&
علامة الإستفهام: لكن الهواء.. إكسير الحياة، والأشعة مصدر ضوءها، والخواطر.. والأفكار.. والقصائد: لاتزهر بين الجدران المظلمة.. الموبوءة بالهواء المتلوث.
الفكر الحر: أيا يكون منبعه.. يصنع الحياة، وأنت أيها السجان تصنع الموت بمصادرتك كل رأي حر!
السجان: أنا الحياة ، بقيودي.. واستبدادي.. وغطرستي، ومن يعارضني هو الموت ولست أنا من يصنعه... بل: يقتله!
علامة الإستفهام: ما الحكمة& إذن.. حينما تقتل الموت وقد مات؟!
السجان: على الموت أن يعترف بخلود استبدادي.
علامة الإستفهام: وما الحكمة أيضا.. وأنت تستبد بواقع ميت؟!
السجان: أنا لا أشعر بقيمة الحياة وسط الأحياء.
&لذة الحياة بالنسبة إلي، أن أعيشها& مستبدا بالموتى!
علامة الإستفهام: وماذا تعني لك القصيدة؟!
السجان: جسد للمضاجعة، ووعاء لإستفراغ نزواتي!
علامة الإستفهام: والحرية؟!
السجان: عاهرة... أركع عند قدميها خاشعا عندما أكون في أمريكا
&وأدوس على كرامتها في بلد عربي!&&&

&