العيد الوطني للمملکة العربية السعودية، ليس کتلك الاعياد الوطنية التقليدية لدول العالم، وانما هو يوم إستثنائي بکل ماتعنيه الکلمة و ترمي إليه من مقاصد و معان.

العيد الوطني لهذه المملکة المبارکة التي هي مهبط الوحي و الارض التي مشى عليها خاتم الانبياء و المرسلين(ص) ومن عليها دعا العالمين لدين الاسلام مبشرا و نذيرا، وهي الارض التي تضم الحرمين الشريفين، تأتي أهميته و إستثنائيته من القيادة الفذة و الرشيدة التي قادت المملکة خلال العصر الحديث و التي شهدت المملکة في ظلها تطورا و تقدما ملفتا للنظر في مختلف النواحي و على مختلف الاصعدة، مثلما أثبتت هذه القيادة جدارتها و مقدرتها و کفاءتها الکاملة في المحافظة على المقدسات الاسلامية و حرصها الکبير على إستقبال حجاج بيت الله الحرام و تأدية مناسك الحج بکل أمان و طمأنينة و سلام، والاهم من ذلك أن هذه القيادة المملکية الرشيدة لآل سعود قد حافظت على المظهر الحقيقي للإسلام و هو الاعتدال و الوسطية في مواجهة کل التيارات المنحرفة و المشبوهة الاخرى.

الامر المهم الآخر الذي يجب علينا الوقوف عنده ونحن نستقبل ذکرى العيد الوطني للمملکة العربية السعودية، هو أن القيادة التأريخية الحکيمة کان ولايزال لها الدور الاکبر کمدافع أول و رئيسي عن العروبة و مواطنها في لبنان و سوريا و العراق و اليمن و البحرين و فلسطين و غيرها و سعيها الدؤوب من أجل المحافظة على الامن القومي العربي و الدفاع عن القضايا العربية و في مقدمتها قضية العرب المرکزية فلسطين.

هذه المملکة المبارکة التي هي مبعث فخر و إعتزاز لکل عربي و مسلم، کانت ومنذ تأسيس نظام ولاية الفقيه موضع إستهداف من جانب هذا النظام الإيراني الذي تربص دائما شرا بالمملکة و بنهجها الوسطي المعتدل، فهو تارة يقوم بدفع و تحريك الحوثيين في اليمن كما هو الحال بالإمس ,واخرى عن طريق العراق عبر بعض من الموتورين و من أولئك الذي غسلت أدمغتهم و تم حشوها بکل ماهو مضاد للمملکة و نهجها الاعتدالي الوسطي القويم، لکن المملکة و من خلال الحکمـة و الرشادة التي تميزت بها قيادتها الامينة توفقت في درء هذه المخاطر و حفظت المملکة و شعبها منها بکل حذاقة و إقتدار.

ونحن نعيش هذه المناسبة الکريمة العزيزة على کل مسلم و مسلمة، فإننا نتوجه بالنصيحة"والمسلم النصيحة کما قال الرسول الاکرم(ص)"، لأخواننا في الاحساء و القطيف بأن يأخذوا حذرهم و ينتبهوا للدعوات الضالة والمشبوهة الآتية من خارج البلاد و التي تهدف الى زعزعة أمن و إستقرار وطنهم، وان الواجب الشرعي يحتم عليهم بمواجهة هذه الدعوات المغرضة و المعادية للاسلام و إفشال کل المؤامرات و المخططات المشبوهة التي تبتغي جعلهم مجرد امعات و وسائل و ادوات تستخدم ضد وطنهم و قيادتهم الرشيدة و ضد أبناء جلدتهم.

ختاما نقدم أسمى آيات التبريك و التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه-&ولسمو ولي عهده الامين الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله –ولسمو النائب الثاني والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله -,و للشعب السعودي الشقيق بهذه المناسبة الکريمة التي تبعث على الفخر و الاعتزاز.

&

*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان