&

إنها جريمة بشعة بحق الانسانية بكل المعاني والمقاييس والتأويلات.&

لا علاقة للاديان بالارهاب، لكن كل دين يمكن ان يستخدم لانتاج الارهاب.

لكثرة ما تعرضنا له نحن السوريون على يد عائلة الاسد، جريمة لم يشهد التاريخ مثلها، صرنا نقرأ اي حدث من زاوية مأساتنا، حيث العالم يتفرج على الجريمة بعيون خبيثة وقلوب سوداء. في الوقت الذي شعبنا السوري مشرد ولاجئينا واطفالهم يرتجفون ويموتون بردا. حدثت جريمة باريس بحق صحفيين مشهود لهم وقوفهم مع الشعب السوري، برسوماتهم وكتاباتهم وتضامناتهم. أليس اطفالنا مسلمين؟ اذا كان من ارتكب الجريمة في باريس بحجة الاسلام والخوف على صورته وصورة نبيه؟ من يقتل اطفال المسلمين اذا؟ اليس الاسد وداعش من يقتل اطفال سورية؟ لماذا كل ارهابيي العالم لهم علاقة من طرف ما بنظام الاسد؟&

&تابعت وسائل اعلام غربية وعربية علقت على الحدث الجريمة.&

يعتقد بعضنا أن اصلاح الاسلام ليتحول إلى اسلام " علماني" سيقضي على التيارات الجهادية الارهابية. حتى لو تم ذلك لن يقضي عليها، لانها مرتبطة بشبكة الانظمة الفاسدة وسلطاتها السوداء في غياب دولة القانون. لن يقضى على الارهاب إلا اذا اصبح لدى الشعوب المسلمة دولة قانون مثلهم مثل بقية خلق الله. حتى يصبح لديهم دولة قانون يجب ان تنتهي مرحلة السلطات السوداء الفاسدة المغطاة نفطيا واسرائيليا من نظام دولي فاسد.

كما أن هنالك من يناقش الموضوع من ازدواجية المعايير لدى الغرب والمجتمعات هناك، بأن التعرض لرسول المسلمين، بالتصوير والرسومات لايجرؤ هؤلاء للتعرض لليهود وما تفعله اسرائيل بفلسطين مثلا. حتى على فرض كل ذلك صحيح لايغير بالموضوع، إنها جريمة ضد الانسانية والحرية والصحافة. نحن لا يجب ننطلق بمحاكمة أي أمر مما يقوم به الغرب، بل يجب محاكمة الامر اولا انسانيا وفيما بعد، يمكننا الحديث قدر ما نشاء عن تلك الازدواجيات المعيارية.&

في سياق الحدث جاءت تصريحات بنامين نتنياهو، حول الارهاب الاسلامي ودعوته يهود فرنسا للعيش في اسرائيل، كمكان آمن اكثر من فرنسا، وردود المسؤولين الفرنسيين عليه. لتطرح أيضا سؤال هل الدين اليهودي دين ارهابي؟ بناء على ما يفعله بحق الفلسطينيين المدنيين؟ رغم أن اسرائيل في كل حروبها، لم تفعل بالعرب ما فعله الاسد بحق شعوب المنطقة السوري اولا والفلسطيني ثانيا.

ما يفعله الغرب مع شعوبنا في وجه من وجوهه جريمة، لكن ايضا لاتبرر ولا تفسر تلك الهمجية التي حدثت في باريس، التي لايمكن ان يقوم بها سوى قتلة محترفين. لأن القتلة قتلوا شرطيين عربيين ومسلمين، وقتلوا احدهما بدم بارد بعد أن اصيب دفاعا عن الصحفيين، وطلب منهما الا يقتلاه.&

العملية استهدفت السياسة الخارجية الفرنسية. تصريحات الرئيس الفرنسي حول سورية! واستخدام الاسد للكيماوي. حيث عبر عن ندمه انه لم يضرب الاسد عسكريا. كما اتت في نفس الفترة دور فرنسا في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ثمة أمر آخر صحيح أن الاسلامفوبيا موجودة في الغرب، نتيجة للسياسيات الغربية نفسها، لكن الصحيح ايضا، أن حقوق المواطنين المسلمين محفوظة امام القانون ودولته في دول الغرب. هذه قضية مهما حاولت بعض الاصوات- من اسلاميين واصوات الذين يساندون العسكر والاستبداد في دولهم المسلمة، لأنهم ضد الديمقراطية- التضخيم فيها واللعب عليها، لكنه تبقى راسخة وناصعة. حقوق المواطن المسلم في فرنسا وغيرها من دول الغرب مصانة. في النهاية إنها جريمة بشعة. اذا كانت حقوقك غير مصانة هنا في الغرب، لماذا لا تذهب وتعيش تحت كنف الاسد وغيره من نظم الفساد؟ جماعة داعش والقاعدة من قبلهم، يرتدون الافغاني ولحاهم ممددة لصدورهم ولباسهم الافغاني. يتحركون بحرية في دول الغرب. لماذا اذا يشتمون الحرية؟

يبقى القول أن الحكومات الغربية تدرك، أن مكمن الارهاب هو لدى نظم العسكر والفساد في الشرق الاوسط، وخير مثال الاسدية في سورية وجرائمها، وليس هذا وحسب بل تنسق السياسات الغربية مع هذه النظم وتغطي جرائمها.

&