&محمود العوضي: أغلبية دول العالم لديها مكونات اجتماعية من اثنيات واديان ومذاهب مختلفة . ولكل دولة سيادة على ترابها ومسؤوليات نحو شعبها . ولو ارادت الدول ان تتدخل في الشؤون الداخلية لغيرها من البلدان ، حسب طائفة معينة ، لسادت الفوضى وقامت الحروب بسبب ابسط تدخل . سويسرا مثلا وهي دولة صغيرة من حيث المساحة وعدد السكان ، فيهاالناطقون بالفرنسية والالمانية والايطالية والرومانش فهل تستطيع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها التدخل في شؤون سويسرا اذا قامت الحكومة السويسرية بإصدار احكام رادعة ازاءأفراد من هذه المكونات ؟ وفي ما يتعلق بايران نفسها ، التي تتدخل في شؤون دول كثيرة ذات سيادة ، هل تسمح الحكومة الإيرانية لغيرها بمحاسبتها اذا أصدرت حكما على طوائفهاالكثيرة ؟ فلماذا تتدخل ايران في شؤون الخليج العربي وبالذات في شؤون المملكة العربية السعودية السيادية ، في شأن احكام الإعدام التي صدرت في حق 47 ارهابيا !&

&
احراق السفارة السعودية
&
من المستغرب عدم توفير الأمن اللازم في طهران ومشهد للبعثات الدبلوماسية السعودية ، الامر الذي لا يبرئ السلطات الايرانية من خطيئة السماح للمتظاهرين بالهجوم على السفارةوالقنصلية وإتلاف ممتلكاتهما والتسبب في حرائق بشكل بربري ، بينما تعتبر السفارة ترابا سياديا سعوديا فالهجوم على اي سفارة في اي بلد إنما هو هجوم على ذلك البلد .
&
الثابت بالدليل القاطع ان دول الخليج العربية لم يحدث فيها حتى اليوم ان هجم متظاهرون منها على سفارة اي دولة من دول العالم وعلى السفارات والقنصليات الإيرانية بالذات وقدكانت هذه الدول عند حدوث اي خلاف تلجأ دائما الى الأساليب الدبلوماسية المنضبطة المتعارف عليها في الاعراف الدبلوماسية العالمية .&
&
من المسلم به ان الدول التي تحترم سيادة غيرها ، لا تتعامل مع البلدان من منظور مكونات الشعب وطوائفه المختلفة . وإيران بالذات في حاجة الى مراجعة أساليب تعاملها معشعبها ومع الطوائف السنة من أكراد وبلوش وتركمان صحراء وعرب وزرادشتيين وغيرها . فعلى سبيل المثال يعيش في ايران 15 مليون مسلم سني لا يملكون نفس الحقوق التييملكها المواطنون الشيعة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ومذهبيا . من ذلك منع أئمة الجماعة من أهل السنة من التعبير عن عقيدتهم من وجهة نظر سنية على المنابر في صلاة يوم الجمعة، وحضور بعض رجال الدين الشيعة وأفراد من وزارة الاستخبارات لمراقبة كل صغيرة وكبيرة في مجرى الخطبة&
&
إعدام علماء السنة&
&
سجلات عدد كبير من مؤسسات أهل السنة في ايران لديها قوائم للذين تعرضوا للإعدام والقتل من رجال الدين والطلبة ، من بينها الحركة الاسلامية لأهل السنة الإيرانيين ، المؤسسةالمحمدية لأهل السنة ، المجلس المركزي لأهل السنة وغيرها التي تتعرض لألوان من الاضطهاد .
&
إعدام 27 سنيا&
&
في أحدث حصيلة &حسب مجموعة نشطاء حقوق الانسان في ايران ، اعدمت السلطات الإيرانية 27 سنيا في سجن رجائي في كرج المجاورة لطهران وقد وجهت السلطات القضائيةالإيرانية الى هؤلاء تهما من بينها المساس بالامن القومي ، الدعاية ضد النظام ، الإفساد في الارض وغيرها ، من دون تقديم اي مبررات او معلومات شفافة عن هذه التهم اكثرية. هؤلاء الذين أعدموا ، تم اعتقالهم في كردستان قبل سنوات من قبل اعوان وزارة الاستخبارات وبقي هؤلاء محرومين من الحصول على محامين والاتصال بعائلاتهم وقد قضواشهورا طويلة في زنزانات انفرادية اغلب الظن انهم لاقوا التعذيب خلالها . وتشير حقوق الانسان الى نفيهم اي تهمة مشاركة في اعمال مسلحة والى ان اعتقالهم جاء بسبب ارائهماو مشاركتهم في جلسات مذهبية . وتجدر الإشارة الى ان من بينهم حتى من هو دون سن 18.
&