لا مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي ولا مشروع القرار الفرنسي بشأن سوريا خرج الى النور، بسبب الفيتو الروسي ضد مشروع القرار الفرنسي، والفيتو الفرنسي ضد مشروع القرار الروسي، في الثامن من أكتوبر الماضي، ولأن العقل العربي لا يفهم جيدا في السياسة، وإلا ما أصبح حالنا نحن العرب يثير الشفقة ويدعو إلى السخرية، ولا يعي خطورة خطورة ما يمر به " العالم العربي "، لقد أصبجنا علكة سهلة المضع في فم الكبار، يلوكونها ثم يقذفونها حين يريدون، دمروا أوطاننا، واستباحوا دمائنا، ودعموا جماعات الإرهاب في سوريا وليبيا واليمن ومصر وتونس، ومع ذلك ندور في فلكهم دون وعي.&
كان هناك فشل مفروغ منه للمشروعين الفرنسي والروسي، وتصويت مصر لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر، وهي تدرك التلاعب بمصير الشعب السوري والعرب بين القوى الكبرى ذات المصالح في صراعات المنطقة، ماذا فعل مجلس الأمن منذ بدء الحرب في سوريا؟ لاشيء؟!، ماذا يفعل الوسيط الدولي "ستاقان دي مستورا" سوى اطلاق تصريحات مكررة ومملة من باب أكل العيش الملوث بدماء السوريين، وهو ينحاز للموقف الأمريكي الداعم للإرهاب في سوريا إلى الحد الذي يعلن فيه إستعداده للذهاب لشرق حلب لأخراج مسلحي جبهة النصرة المدعومة أمريكيا مثلها مثل داعش.&
إن الخلاف في المواقف السياسية بين مصر والسعودية يوسع خيارات كل طرف، للعودة إلى الصواب في الوقت المناسب، لن يسفيد أحد من تباعد العلاقات بين القاهرة والرياض سوى من يحاولون زرع الفتنة، أمريكا التي خذلت مصر بعد ثورة 30 يونيو، وخذلت السعودية بالتقارب والتحالف مع إيران، ودعم جماعة الحوثي وتعطيل التوصل لحل سلمي، وإصدار قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب المعروف باسم "جاستا"، الذي يعطي لأهالي ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر الحق في رفع دعاوى قضائية على السعودية والمطالبة بأموال، فضلا عن تمويل تنظيم داعش وجبهة أحرارر الشام أو النصرة سابقا وهي جماعات إرهابية بالمال والسلاح لأن دورهما المرسوم أمريكيا لم ينته بعد، لن تنجح واشنطن وأذنابها في المنطقة في دق أسفين بين القاهرة والرياض، لن ينجحوا لأن علاقات مصر بالسعودية علاقة الروح بالجسد، إذا خرجت الروح يفنى الجسد.
&القادة في كلا البلدين يدركون هذه الحقيقة، لذا سارعت السعودية إلى الدعوة لاستضافة وفد مصري عالي المستوى، وطار سفيرها النشط وعميد السلك الدبلوماسي العربي في القاهرة أحمد القطان إلى الرياض للترتيب لهذه الزيارة، لتخرس الألسنة ويصمت المرجفون في الخارج في واشنطن وأنقرة والدوحة وعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل وليصمت عملاء الداخل إلى حين.&
&لماذا لم تغضب مصر حين كانت هناك علاقات دبلوماسية بين الرياض وطهران وكانت مصر البلد الوحيد التي رفضت فتح قنصلية لإيران في القاهرة؟ لماذا لم تغضب مصر من السعودية حين أقامت تحالفا استراتيجيا مع تركيا رغم إيواء الأخيرة جماعات الإرهاب الأخيرة وفتح منابرها ووسائل اعلامها للهجوم على مصر والتدخل السافر في الشأن المصري، بل ونشر قواتها في بعشيقة وهي اراض عراقية بحجة قتال داعش في الموصل؟.
لم يتبقى على خريطة الوطن العربي من الإصحاء سوى مصر والسعودية وهما مستهدفتان بالتفتيت والتقسيم في قابل الأيام، خلايا الإرهاب تعيث فسادا في عواصم عربية، وإيران لها اليد الطولى في العراق وسوريا ولبنان واليمن، تنسج خيوطها في البحرين والسعودية، وتنشر التشيع في السودان وموريتانيا ومصر، واذا لم تثبت الرياض والقاهرة في وجه هذه العواصف قل على البلدين السلام.&
التعليقات