قال السيد مسعود بارزاني في مقابلة مع موقع (المونيتور ـ Al-Monotor)* &، قبل ايام بانه يعمل جاهدا من اجل ان يجرى الاستفتاء على دولة كردستان قبل نهاية العام الحالي، وان هدفه الرئيسي هو تاسيس دولة مستقلة ,
كما اكد بارزاني في لقائه بانه &تعهد &بفتح &الطريق أمام شخص آخر ليحل محله، لانه &لا يطمح لرئاسة الدولة المنتظرة.
وقال سيادته نصأ : ( هدفي هو تأسيس كردستان مستقلة، وقد تعهدت الا اكون رئيساً لدولة لكردستان. سأفتح الطريق أمام شخص آخر ليحل محلي، هذا وعد مني ) ....&
في وسط هذه العواصف والمشاكل الداخلية والازمات الاخطيرة و المستعصية التي تعصف بوجود الإقليم &والعراق , تطالب بعض الشخصيات السياسية الكردستانية في الإقليم بين حين واخر , باجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير كردستان...
في حين الكل يعلم بإن الدولة كردية &لا تبنى بالشعارات والتمنيات والصخب والتشويش والمزايدات &ولا بطلب الخيرات والصدقات والقروض من الامم والدول ، وإنما تبنى بالعمل الجاد من اجل توحيد &البيت الكردي الذي لايزال منقسمأ وفق( الحدود والخطوط &والمصالح الحزبية الضيقة ) ...&
كردستان تبنى بالقضاء على &افة الفساد &والمحسوبية والمنسوبية والتحزب والتعصب الضيق التي ضربت بجذورها في كافة مفاصل الدولة واركانها .
&كردستان تزدهر &ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔساﺎد وﺗﻄﻬﻴﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ مخلفات الاقتتال الداخلي المدمر التي لاتزال اثارها السلبية شاخصة في فكر الفرد الكردستاني وعلى الاقليم بشكل عام &, والتي عجزت القيادة الكردية &عن حلها ومنها : توحيد الخطاب الكردي من خلال فصل الهيمنة الاخطبوطية الحزبية عن المؤسسات الحكومية وفي مقدمتها البرلمان والوزارات والمؤسسات الكردستانية الاخرى وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاستقلال الاقتصادي والذي يشكّل &اليوم حلماً صعب المنال على الاقليم الذي اصبح يعتمد على الدول الاقليمية والعالمية في تلبية احتياجاب الشعب الكردي ـ وخاصة بعد ان فرضت عليه سياسة &اقتصادية ممنهجة و مخفية من قبل ( تركيا وايران ) لاعاقة نمو اقتصاد الإقليم باي شكل من الاشكال منذ 1991 الى اليوم ، بعد أن كان الاقليم &قبل عقود يزرع و ينتج وينسج ويحصد من خيرات ارض كردستان ....
وعليه &نسأل كل من يهمه الامر ونقول &باختصار &: &بالرغم من ان الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير وحق الاعلان عن دولته المستقلة كباقي الامم والشعوب الاخرى , ولكن ما فائدة الاستقلال إذا لم نكن أحرارا بأرائنا وبقراراتنا &؟&
&ماذا عملنا وماذا بنينا خلال 25 عامأ من الحكم المحلي ؟ &ما جدوى الاستقلال في ظل سياسة التقشف وعدم وجود خطة لدى حكومة الاقليم فيما يتعلق بتنظيم الموازنة وفق العجز الحاصل وعدم أخذ الاحتياطات وافلاس البنوك و عدم وجود السيولة النقدية وعجز الميزانية والخ ...؟&
&
ما جدوى الانفصال وحكومة اقليم كردستان عجزت ولاتزال تعجز عن دفع رواتب مئات الاف الموظفين الذين يعملون في مؤسساتها بسبب (رفض الحكومة المركزية ) في بغداد دفع الحصة المقررة للاقليم من الموازنة ؟ ما جدوى الانفصال في ظل الصراع والتنافس على المناصب والمكاسب الحزبية الضيقة في الإقليم &؟&
اعتقد جازمأ بان &ولادة دولة كردستان في الوقت الحالي و &في ظل الهيمنة والتفرد بالسلطة وعدم الشعور بالانتماء للارض والوطن &والغاء الاخر ، ستكون &كفقاعة صابون جميلة تبرق بالوان الطيف في الهواء ,ولكن مهما كبرت لابد ان &تزول وتتلاشى بمجرد أن تلامس سطح الأرض &....اضافة الى انها قضية وطنية ومصيرية عامة &تتعلق بمستقبل شعب وأمة وليست حزبية ولا شخصية , وعليه لا يمكن أن نربط قضية ولادة دولة مستقلة &بشخص واحد. وفكرة واحدة &وبزمن محدد ...
اي وبمعنى اخر, من الخطأ الفادح &ان نربط مصير ومسار مستقبل بلد بأكمله &بمصير شخص او حزب او فئة &, فمستقبل الاقليم &سيكون مرهونا بالعمل الجدي من اجل : &الإسراع في استقرار الحكومة واجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية الحقيقية ,و تفعيل وتطبيق مبدأ( من اين لك هذا) &على الجميع وبدون استثناء ( بالضبط يجب ان يكون مثل الموت &الذي لايستثنى &احدأ ) , & ونبذ الخلافات واستقلال القضاء وترتيب البيت الكردي والعمل على انهاض كافة القطاعات الإنتاجية والخلاص من هيمنة الفرد وحكم الوصاية والتحزب الضيق والولاء الاعمى لهذا الزعيم او ذاك . &
كردستان &ليست ملكاً لاحد وحكراً على احد &بل هي ملك الجميع &, والإقليم &لا يسعه انتظار ان يصفي المسؤولون حساباتهم الحزبية الضيقة على حساب ومأساة ومعاناة الوطن والشعب ,ولا يسعه ايضأ اطلاق تصريحات ومفرقعات فارغة المحتوى وشبيهة الى حد كبير بهشاشة فقاقيع &الصابون الملونة والفارغة لا قيمة ولا وزن لها, لأنها وبكل بساطة & لم تعد تعالج عمق مشاكلنا الحقيقية ، اضافة الى انها &غير قادرة على إنتاج حلول جذرية هي بكل واقعية وبساطة : &قبول الاخر من اجل ايجاد &حلول مشتركة لمشاكل مشتركة , ونشر ثقافة الديمقراطية ودعم وترسيخ مفهوم المبادىء الديمقراطية السليمة &وفصل الحزب عن الدولة ..... !!&
اخيرا اقول : كردستان لا تبنى بالخيرات والصدقات والقروض وتقديم التنازلات والسير باتجاه قبول الإملاءات والتدخلات الاقليمية المشبوهة ، التي فاقمت من الأوضاع الداخلية في الاقليم &الذي لايزال يرزخ تحت وطأة مديونية مرهقه والإنقسام والتشرذم &.
&تبنى كردستان ببناء اقتصاد وطني حر قادر على الصمود والتحدي والاستمرار وبدونه يبقى الاستقلال حلمأ &يصعب تحقيقه &شئنا أم أبينا اختلفنا أم اتفقنا .&
كما يجب ان نعلم ايضأ بان عندما يركض الانسان وراء (الحلم ) يخسر المنجز والموجود على الأرض ....!!
&
(*) هو موقع إخباري حول الشرق الأوسط ينشر باللغات العربية والإنكليزية والفارسية والعبرية ويقع مقره في الولايات المتحدة.&
&