الموقف السياسي والمخاوف التي ابداها السيد رئيس اقليم كردستان السابق مسعود البرزاني تجاه العدوان العسكري التركي على روزئافاوشمال سوريا، يثنى عليه خاصة وانه من الحلفاء المقربين من الرئيس التركي اردوغان، وتحركاته باتجاه وقف العدوان على شعبنا الكردي في سوريا من خلال لقاءاته مع وزير الخارجية الروسي والسفراء الاوربيين واتصالاته مع الدبلوماسيين لحث دولهم على التنديد بالعدوان والمطالبة بوقفه وسحب القوات التركية من روزئافا داخل الاراضي السورية تحرك ايجابي لحماية الكرد من مآسي وويلات الحروب التي تشنها انقرة على الحركات والممثليات الوطنية للمكونات القومية السورية بين فترة واخرى بحجة محاربة المنظمات الارهاب وداعش، بينما السلطة التركية هي بالاساس الممول الدولي والحاضنة الاقليمية للعناصر الارهابية لدولة الخلافة الاسلامية، واحداث السنوات الماضية أثبتت ان اراضي تركيا معبر اساسي لمرور العناصر البشرية والموارد اللوجستية الى داعشداخل سوريا.

وكذلك عبرت حكومة الاقليم ورئيسها عن المخاوف من تعرض المنطقة الكردية في سوريا الى تغييرات ديموغرافية لدوافع عنصرية تركية، وتعرض شعبنا الكردي الى نزوح جماعي ومآسي انسانية، ولا شك ان هذه التحركات السياسية الكردية باقليم كردستان تجاه نصرة شعبنا في روزئافا بقيادة البرزاني ورئيس حزب الطالباني كوسرت رسول علي شكلت نقطة تحول لبناء وارساء موقف جماعي حكيم عن الاقليم المعترف به عراقيا واقليميا ودوليا، وذلك لايصال رسالة السلام الكردية الى جميع دول وشعوب المنطقة والعالم، والعمل على بيان وكشف العنصرية والغطرسة العدوانية التي يتحلى بها النظام التركي بقيادة اردوغان وحزبه العدالة والتنمية، والمعروف للجميع ان التنظيمات السياسية والامنية الكردية للادارة الذاتية في شمال سوريا لم ترتكب اي عمل عسكري او ارهابي ضد تركيا داخل اراضيها ولا خارجها، وما يتبجح به الرئيس التركي العثمانلي اردوغان مجرد اكاذيب وافتراءات لتبرير سياساته وخطواته وفقا لنزعاته العدوانية واحلامه التوسعية وتطلعاته العنصرية.

ومن منطلق "جادلهم بالتي هي احسن" نسأل الرئيس التركي اردوغان، لماذا هذا الاصرار على عدائية النظام للامة للشعب الكردي في تركيا وسوريا والعراق وايران، ولماذا هذا الالحاح المقيت على لصق الارهاب بالكرد بينما الارهاب الداعشي كشف ان خير من مثل الانسانية للوقوف بوجه داعش كان الشعب الكردي في سوريا والعراق، وقد دفعوا شهداء بالالاف وقدموا جرحى ومصابين بعشرات الالوف، والمجتمع الانساني والتحالف الدولي شاهدان على هذه الحقيقة الساطعة، وبدلا من تكريم هذا العطاء النضالي الانساني النبيل للكرد، يعامل بانكار الجميل من قبل الرئيس الامريكي ترامب، ويقابل بعدوان صارخ من قبل النظام التركي ومن قبل رئيسه العنصري، بينما كان المفروض وخاصة على السيد اردوغان ومن باب التعقل والحكمة الاستفادة من الطاقات والموارد الحيوية التي يمتلكها الكرد وخاصة في تركيا وسوريا، والاستعانة بها في تقديم نموذج سياسي حكيم داخل تركيا وسوريا مفعم ومبني اساسا على قيم ومباديء حقوق الانسان واسس المواطنة الصحيحة، وكان ممكن لحزب العدالة والتنمية الاستفادة من المعطيات الاقتصادية والانتاجية والاجتماعية للكرد كموارد جديدة مضمونة لتقوية بنيان الاقتصاد التركي، وكذلك كان ممكن للمؤسسات العسكرية التركية الاستفادة من القدرات القتالية العالية التي يمتلكها المقاتل والمحارب الكردي في تركيا وسوريا، وتوظيف هذه القدرات الدفاعية والهجومية ضمن خدمات وبرامج وانظمة انسانية بسياقات دول وشعوب المنطقة في الشرق الاوسط كان باعثا لجلب السلام والخير والامن والاستقرار الى جميع ربوع المنطقة.

ولكن الحقيقة والواقع عكس ما يتمناه المرء، والرياح تجري بما لا تشتهيها السفن، فالنظام التركي ممثلا باردوغان وخاصة بعد فرض النظام الرئاسي تحول الى رئيس موحش حمل كل نوايا الشر والعدوان والغطرسة تجاه الشعب الكردي المسالم وتجاه المواطنين الكرد في تركيا، وتجاه شعب الشجعان في شمال سوريا، وتجاه كرد اقليم كردستان بحجج واهية، ولا ندري ما سبب هذا العداء اللامحدود تجاه شعب مظلوم اساسا منذ قرون ومنذ عقود طويلة، وان كان من جواب نأمل ان يكون كافيا لتفسير الظاههرة الاردوغانية.

في الختام نتوجع بالتحية الى السيد البرزاني لموقفه تجاه روزئافا ورده على الرئيس ترامب بان الدم الكردي اغلى واثمن من المال والسلاح، ونتوجه بنصيحة ودعوة انسانية الى السيد اردوغان كفاية كفاية حروب وعداوات وجر عدوان على شعبنا الكردي الاصيل في تركيا وسوريا، كفاية خراب ودمار، كفاية قتل وسفك دماء، فقد حان زمن الحوار والجدال، وجاء الفتح الانساني في الحضارة المتقدمة للعالم المعاصر ليرمي بخيمة عالمية تسع لكل الناس والامم والشعوب من اجل ارساء السلام والخير لكل البشر، والترك والكرد والعرب والفرس مكونات رئيسية لشعوب الشرق الاوسط، وحان الوقت لهذه الملل والامم ان تعقد شراكة حقيقية للسلام والاستقرار والتعايش والعيش المشترك فيما بينها خدمة للجميع وخدمة لكل الانسانية.