تكليف السيد محمد توفيق العلاوي (بما له وما عليه) بتشكيل الحكومة الجديدة، جاء مخيبا لآمال الحراك الشعبي الذي سبق وان رفض ترشيحه لرئاسة الحكومة، ولم تأخذ الرئاسات الثلاثة هذا الرفض مأخذ الجد فقط وانما تمادت سلطات اللادولة في تجاهلها وتحديها لإرادة الشارع العراقي حفاظا على مصالح القوى السياسية المتنفذة وتناغما مع الاملاءات الإقليمية المعروفة دون أي تقدير لعواقب هذا الاختيار المرفوض مسبقا.
ما سبق يعني، رغم الوعود التي أطلقها السيد محمد العلاوي في حديثه للمواطنين، ان الازمة الحالية ستسمر الى اشعار اخر بكل ما تحمله من مخاطر بما فيها تصاعد وتيرة العنف ضد المتظاهرينوإمكانية تفجر الوضع هنا او هناك وتحوله الى العنف والعنف المضاد خاصة مع وجود ما يسمى بالطرف الثالث المتهم بإراقة دماء المتظاهرين الأبرياء وعمليات الاختطاف والترويع و..... الخ
اختيار السيد محمد علاوي، بقدر ما يمثل تجاهلا واستخفافا برأي الشارع العراقي والحراك الشعبي السلمي، يعبر أيضا عن سذاجة لا تصدق للطاقم الحاكم بتصوره إمكانية استغفال الجماهير المنتفضة الغاضبة ببضع وعود معسولة وخطب رنانة وتغيرات شكليةلإنهاء الحراك الشعبي، ناهيك عن موقف العديد من القوى الوطنية الرافضة لهذا الاختيار والتي لم تقبل ان تكون شاهد زور!!!
بقدر تعلق الامر بشعب كوردستان الذي لم يكن له رأي في هذا الاختيار ومن اجل اتاحة الفرصة لحل الازمة المستعصية فان ما يهمه لا يتعلق بهذه الشخصية او تلك بقدر ما يهمه التزام الشخصية المختارة لرئاسة الحكومة، عراقيا بالاستجابة لمطالب الشارع العراقي المشروعة و كوردستانيا الالتزام بالدستور الاتحادي واحترام حقوق شعب كوردستان والاتفاقيات السابقة بين أربيل وبغداد وخلق الأجواء الصحية المطلوبة للعلاقات المتشعبة بينهما، اذ ان أي تراجع عن احترام هذه الحقوق او محاولة الانتقاص منها سيؤدي حتما الى ما لا يحمد عقباه بالنسبة للدولة العراقية المهددة أصلا بالانهيار والتشظي.
من المؤكد وكما هو واضح من ردة فعل الشارع العراقي فان اختيار السيد محمد العلاوي (ربما كبش فداء) لن يساهم في حل الازمة العميقة التي تعيشها البلاد ولا في إعادة بناء جسور الثقة بين الجماهير المنتفضة وسلطة اللادولة الفاسدة المرفوضة جملة وتفصيلا، وعليه سيبقى الحراك الشعبي مستمرا الى اشعار اخر هذا إذا لم يجبر على الخروج من اطاره السلمي دفاعا عن النفسخاصة وان هناك أكثر من طرف يعمل من اجل ركوب موجة الحراك الشعبي ويسرقها من أبنائها.
التعليقات