شكرًا أمير الطرب، عذرًا أمير الطرب


بدايةً لم أجد تعريفاً مجتمعيًا يليق بجملة" فضيلة أن يكون الإنسان إنساناً". من ناحية أخرى لو افترضنا أننا مجتمتع تغلب عليه النزعة الدينية فما هو الدين إذا لم يكن أخلاق ورسول هذا الدين جاء متمماً لمكارم الأخلاق. ثم أين يغيب الإنسان عن أصل من أصول دينه وهو الإحسان الذي هو بطبيعة الحال أعلى منازل العبودية لأنه حسن معاملة الخالق وحسن معاملة الخلق. مالذي يحدث في مجتمعنا من فئة قليلة أصبحت تطفو على السطح في برامج التواصل الاجتماعي وكأنها مخلفات المصانع التي تعاني المجتمعات الاقتصادية من صعوبة تصريفها فآل بها الحال إلى استخدام مياه البحر للتخلص منها. هذا هو مايحدث الآن بالضبط على منصة تويتر و موقع انستقرام وغيرها من البرامج والتطبيقات. السؤال الأهم من أين قدمت هذه العقليات؟ هل هي مخلفات الصحوة التي كبتت الأهالي فأنجبوا أبناء واجهوا تناقضات الأوامر والتوجهات بين الشارع والمدرسة والبيت؟ أم هي أزمة أخلاقية نشأت بعد ارتفاع سقف الحرية الفكرية وتم التعامل معه بجهل من قبل الذين يفتقدون المحتوى من جهة والمادة من جهة والعلم من جهة أخرى. دفعني لهذه الكلمات ما لاحظه الجميع من حملة هجوم لفظي يفتقد أدنى معايير الأدب في التعامل مع شخصية عامة قدمت للعالم العربي روائع فنية و أعمال لمست القلوب تناقلها الأحبة عتبًا وحبًا ورسائل شوق ارتبطت بأفراحهم و لحظات صلحهم بعد خلافات و فراقهم و أعياد ميلادهم.. هو النجم الكبير قدرًا وقامة هو طيب القلب الذي ملأت نجاحاته في هذه الأغنية العالم العربي فرحًا وحبًا هو النجم الذي غنى (رهيب) فجعل من عام ١٩٩٥ حديث المجتمع الفني وحلًق خارج السرب وطار بالأغنية السعودية الحديثة لأبعد أفق هو طائر الأشجان الذي بلغ الشجن منتهاه مع صوته، هو الفنان الذي ميّزه عن البقية تشبعه الفنّي وانغماسه في عمله بصورة تفوق غيره حتى أصبح الفن جزء من تركيبته وشخصيته ولا يفهم هذا المعنى إلا من اقترب منه أو حاول التعرف عليه من خلال متابعة أعماله والتعمق في طرحه، قدم للوطن العديد من الأعمال الناجحة و لم يحدث و تأخر عن تلبية نداء الوطن في أي محفل تحت أي ظرف. ارتبط اسمه مع بعض زملائه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ العام ١٩٩٣ حتى اليوم. قبل أيام واجه ملك الإحساس كما يلقبه محبيه حملة هجوم بسبب طرح بسيط تلخص في احترامه للعنصر النسائي كمتذوق للأغنية والقصيدة ، هجوم فارغ من محاربي الحياة الذين أكاد أجزم أن نظرتهم لأنفسهم وللمرأة وللحياة وللمستقبل سوداوية فأصابهم بإيجابيته و حلاوة طر حه في مقتل، لربما لمسه من الأذى وهذا الطبيعي،فكماذكر معالي السفير تركي الدخيل في لقاءه قبل أيام عندما سأله المذيع هل تتأثر بالهجوم على تويتر فقال " من استُغضِب فلم يغضب فهو حمار" بمعنى أن الإنسان يبقى إنسان ولكن لربما ضارة نافعة قد تكون أوجعت ولكنها عالجت ، لك كل الشكر والامتنان يا عبدالمجيد. كنت سببًا في حدوث قفزة وعي خلال ساعات من جميع الأطراف الفنية والثقافية وكتّاب الرأي في الصحف المحلية والقنوات الوطنية. ختامًا ما أجمل أن يكون الإنسان إنسانًا.