في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد في أكثر من 184 دولة في العالم تزداد المخاوف من ما قد يسببه على مسار عجلة الحياة في العالم، حيث أصبح أغلب سكان العالم في سجن يتحكم بحجمه ووقته فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة، إذ لم تقتصر آثاره على البشرية والقطاعات الصحية فقط، بل امتدت لتلقي ظلالها على النمو الاقتصادي العالمي، مما تسبب في حدوث صدمة وشلل تام على أغلب الأنشطة الاقتصادية الحيوية في العالم حيث أنه تسبب في هبوط حاد في أسعار برميل النفط، نظرا لتراجع الطلب عليه، بالإضافة إلى لجوء العديد من الدول في العالم إلى فرض واتخاذ العديد من الإجراءات الصارمة والمشددة التي تم فرضها وإغلاق صارم على العواصم والبلدان والذي أدى بدوره إلى توقف تام في الحياة الحيوية فيها وإلى تراجع حركة الطيران في أغلب دول العالم، كما ألغى جميع الحجوزات لمحاولة للحد من تفشي هذا الوباء القاتل وكذلك تراجع عجلة الإنتاج في العديد من الصناعات وأيضا تلقى القطاع السياحي في العالم ضربة قاسية جدا نتيجة ذلك.

العديد من الحكومات والمؤسسات المالية في العالم سارعت لاتخاذ إجراءات احترازية لاحتواء آثار انتشار فيروس كورونا ولتفادي تداعياته السلبية، ووجهت بدورها منظمة التعاون الاقتصادية والتنمية تحذيرا حول آثار انتشار وباء كورونا، وفي الحقيقة تزداد التطورات والاحتمالات المستقبلية لآثار هذه الجائحة على الإقتصاد العالمي ودخول عدد كبير من الدول في حالة الركود الإقتصادي، ولكن من المبكر حاليا إحصاء الإضرار الإقتصادية التي تسبب بها الفيروس والتي ما زالت خسائره مستمرة، بينما من المؤكد حدوث انهيار غير مسبوق في مرحلة قادمة إذا استمر الحال على ما هو عليه، وفي ظل ذلك بدأت بعض المؤسسات الاقتصادية الدولية بوضع تقديرات مبدئية لخسائرها نتيجة هذه الجائحة إذ انه كلما زاد تفشيه زاد احتمالية حدوث أسوء أزمة مالية سيعيشها العالم.
ولا شك أن فيروس كورونا استطاع أن يوجد حدثا عالميا لم يحدث من قبل وأن يتصدر الأخبار والأحداث وأن يقف العالم ويعزله عن الحياة والذي أدى بدوره إلى طرح العديد من التساؤلات كيف سيكون العالم بعد فيروس كورونا؟

هل بدأ فيروس كورونا بإنهاء النفوذ الأمريكي وصعود النفوذ الصيني؟

هل فيروس كورونا رفع الستار عن مدى قوة ايران الحقيقية التي كانت تتعزمها؟

هل كشف لنا هذا الفيروس المجهري مدى ضعف عولمة العالم الغربي التي كان يفتخر بها ؟

هل سيصبح العالم أكثر فقرا وأقل ازدهارا وانفتاحا؟
هل سنرى مزيدا من الدول تنهار وتقع في حفرة الفشل؟

في الحقيقة لا يمكن أن نطرح التحليلات بمجرياته ونتائجه، إذ استطاع فيروس كورونا في عدة شهور قليلة أن يؤدي إلى حدوث تغيرات خطيرة ومتسرعة على الصعيدين السياسي والاقتصادي بعد ما قام هذا العدو الخفي بسحب البساط تحت أقدام الجميع.