رغم صدورقرارمن المحكمة الجنائية العراقية العليا الخاصة بجرائم الانفال بالقاء القبض على المتهمين في قضية (الإبادة الجماعية ـ الانفال ), من المستشارين الكورد وأمراء السرايا و المفارز الاستخباراتية الخاصة الذين ذكرت اسمائهم على لسان الشهود والضحايا في قضية الأنفال وعددهم (258) متهماً, الا اننا ليس فقط لم نسمع عن إحالة المتهمين والمتورطين بانفلة ابناء جلدتهم وتدمير كوردستان أرضا وشعبا إلى القضاء، بل لايزال بعضهم يعيشون في قصورهم وقلاعهم وينعمون بالحياة الرغيدة في كنف حكومة الإقليم ويعيشون كالملوك والسلاطين والامراء, بالضبط عكس عوائل الضحايا والشهداء والمؤنفلين.

شهادة احد الجنود العراقيين في مكتب لواء المشاة في قلعه دزه :
يقول السيد (لطيف نعمان في رسالته)(1 ) إلى الكاتب : ( كنت جنديا في مكتب لواء المشاة في (قلعه دزه )خلال فترة الانفالات السيئة الصيت، وكنا نحن الخريجين تربطنا علاقات جيده مع الضباط لاسيما اولئك الذين يعملون في المكاتب.

كان (أمراء الافواج والسرايا من الجحوش)(2 ) يأتون إلى ضباط اللواء وحماياتهم يقفون بعيدين عنهم وكانوا خنوعين يشعرون بالذل والهوان عند مراجعة الضباط حتى ذوي الرتب البسيطه، وبذات الوقت كان الضباط ينظرون اليهم بتحقير وريبه لأنهم اي الجحوش خونة قومهم وابناء جلدتهم وكانوا كالحمل الوديع صاغرين مترددين صغيري الاحجام، ولكن عندما كانوا يذهبون الى قرى كوردستان كانوا يستأسدون على الناس هناك ويتعاملون معهم من علو على اساس انهم اغوات وشيوخ.

وعندما كانت القطعات العسكرية تنوي تمشيط قريه كورديه معينه تدفع بالاول الجحوش التي كان يطلق عليها الجيش اسم الفرسان، يتقدمون ويصولون ويجولون في القريه إلى ان تهدأ كل الامور، ثم يسلمون القريه إلى القطعات العسكريه التي تتقدم لتستولي على ممتلكات اهالي القريه وماشيتهم واغنامهم ومزروعاتهم..

لقد شاهدت وعشت الحاله بأم عيني وكانت تصرفاتهم وصورهم مقرفه جدا، فهم وان كانوا قد منح بعضهم انواط الشجاعه لكن حكومة صدام كانت تحتقرهم على الاقل بدواخلها.

وكان أمراء الافواج الخفيفه او الجحوش يأتون إلى اللواء بين فترة واخرى لغرض تقديم المعلومات الاستخباراتيه عن تحركات البيشمركه في القواطع التابعه لتلك الوحدات والتشكيلات العسكريه، كيف لا وهم المؤتمنين جدا لدى الحكومه).

وبما اننا نحتفي اليوم ( 14 ابريل ) بالذكرى السنوية لضحايا جرائم الأنفال ( الإبادة الجماعية )، وهي أبشع أنواع الجرائم التي أرتكبت بين عامين 1987و1988ضد شعبنا في معظم المناطق من محافظات كوردستان العراق على يد النظام البعثي الفاشي ومرتزقته من الصداميين الكورد، وبهذه المناسبة أسأل كضحية وكشاهد على فصول الإبادة الجماعية( الانفال) الجهات المعنية وفي مقدمتهم وزارة الشهداء والمؤنفلين باعتبارها الممثل الشرعي لعوائل الشهداء والمؤنفلين :
إلى متى يتم التسترعلى (كبارالجحوش وأمراء مفارز الامن والإستخبارات البعثية) الذين شاركوا في جريمة الانفال وقاموا بأنفلة ابناء جلدتهم وسهّلوا للقوات الصدامية الدخول إلى قصبات ومدن ونواحي وجبال وسهول كوردستان ونفذوا جميع المهام الموكولة اليهم بالكامل وارتكبوا ابشع الجرائم بحق ارضهم وشعبهم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1 ) رسالة السيد لطيف نعمان محفوظة في ارشيفي.
(2) (افواج الدفاع الوطني او الافواج الخفيفة ) سميت ب الجحوش، ماخوذة من كلمة الجحش وتعني ( ولد الحمار)، عدد منتسبيها اكثر من ( 450 ) الف مسلح (وفق صحيفة الثورة الصدامية في نوروز21 /3/ 1985 )