في هذا الأسبوع خرج علينا في السعودية وزيران. أحدهما وزير المالية على قناة العربية في ٢٠ دقيقة كانت الأسئلة فيها أعمق من الإجابات، فأثار الهلع بتصريحاته التي بشر فيها بإجراءات "مؤلمة"، وفي اليوم التالي خسر سوق الأسهم قرابة النصف تريليون ريال، وبدلاً من أن يحمي الاقتصاد والمالية إذ به يتحقق العكس لافتقار حديثه للحكمة بالتفاؤل والتطمين.

والثاني وزير الصحة حيث كان حديثه قصيراً ومحرراً بحكمة، وله رسائل تمتص الهلع وتنشر الطمأنينة وتبشر بمعلومات تعزز التفاؤل لدى الرأي العام وتحقق المصلحة العامة.

وهنا يأتي دور الموازنة بين الخروج للناس أو الاختفاء، وبين التطمين أو الترويع، حيث تقتضي الحكمة عدم الابتعاد عن التصريحات ولكن في نفس الوقت عدم الإضرار بها فضلاً عن الضبابية فيها والأثر السلبي منها.

وفي اعتقادي أننا مقبلون على انفراج للأزمة على الصعيدين المحلي والعالمي، ويظهر لنا بأن العالم بدأ يفيق من صدمة الجائحة ويسعى في التعامل معها ولو لم يتغلب عليها قريباً.

وكما قلت في مقالٍ سابق عن (السمان للعجاف) حيث يجب علينا إدخار وفرات السنين العديدة حتى لا نسمع مثل هذا الكلام في أول ثلاثة أشهر من الأزمة، فكيف إذن سيكون الحال فيما لو - لا قدر الله - استمرت لسنوات وليس مجرد أشهر.
إن ظهور المسؤول للإعلام مهم جداً، ولا يجوز صمته، ولكن الأهم انه لا يجوز عدم الحكمة فيه بمراعاة الآثار الجانبية لتصريحاته.