تجربة مانديلا تجربة مهمة في السياسة و رفع منسوب الإنسانية فيها و لبس ثوب الخير على رداء السياسة البشع حيث اسس لمشروع تصالح و تسامح و احتواء في جنوب افريقيا على عكس تجربة العراق و اجثات البعث و الإقصاء التي تبنتها ليبيا للاسف بعد فبراير 2011.

قوة مانديلا الشعبية و الدولية جعلت الغرب يرضخ له و يتعلم منه و يعتذر له بعد أن سكت دهرا على سجنه ظلما و قهرا . ساعدت مانديلا مؤسسات الدولة في جنوب إفريقيا التي صمدت و لم تسقط سقوط شمولي مثل ما حدث في العراق.
يعتبر مانديلا تاريخا مشرفا لأفريقيا كما أن غاندي اصبح رمزا و أيقونة تاريخية للهند.
غاندي الذي اسس منهج السلم السياسي وقال قوله الشهير: ( اذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتي تنتهي الإساءة ؟ ) والذي يوازيه في التاريخ الإسلامي منهج القران بالدفع بالتي هي أحسن مع أصحاب العداوة، و منهج سيد الخلق صلى الله عليه و سلم حين قال في فتح مكة: ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) و حفيده السبط الحسن ابن علي( رضي الله عنه ) حيث تنازل عن السلطة لخصمه معاوية و حقن دماء المسلمين من حرب كادت لا تبقي و لا تدر و سمي ذلك العام بعام الجماعة في 41 هجري..

ذلك كان تاريخا بعيد اما في التاريخ المعاصر فاصبح مانديلا و غاندي إضافة الى التاريخ السياسي و الإنساني بل و أضحي منهج انسنة السياسة، و أصبحوا مثالا حيا و ليس رأي نظريا و فكرة طوباوية بل واقع سياسي أخلاقي معاش و درس من دروس البشر عبر العصور.

* كاتب من ليبيا.
[email protected]