لم يحظ تداخل في الفكر السياسي مثل تداخل فكرة العروبة و الإسلام في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر.
فاشهر فريقين سياسين فكريا هما فكر جماعة الإخوان المسلمين و الفكر السياسي الشيعي،

و الغريب أن كلا الفرقتين بدأت على يد مفكرين عرب و في ارض العرب و تحولت لاحقا إلى العجم. فالاخوان المسلمين جماعة و فكرة تأسست في مدينة الاسماعلية المصرية على يد المفكر العربي المصري حسن البنا وتحولت الآن على يد اردوغان إلى جماعة تدار من تركيا و يستعملها العثمانيون الجدد للسيطرة على الإسلام السني في العالم و تصبح اسطنبول مقره.

الفكر السياسي الشيعي بدأ اول عربيا ايضا على يد المفكر النراقي و قد لا يعرف كثيرون أن فكرة ولاية الفقيه ظهرت أولًا في جبل عامل في لبنان علي يد الفقيه احمد نراقي مؤلف كتاب عوائد الأيام عام 1829ثم تحولت على يد خمينيء بعد وفاة النراقي
بمائة و خمسين سنة عام 1979 الي جماعة فارسية و ضمت عرب أصبحوا شيعة في لبنان و النجف و جزء من البحرين و حتي جزء من شرق و الذين كانوا سابقالا يفرقون بين اخوتهم في الوطن من سنة و شيعة.

عندما ظهر الزعيم الشيعي الواعد موسي الصدر ذو الكاريزما والعمل المؤسساتي المنظم و خلق فرص العمل من خلال الورش و انشاء المستشفيات في الضواحي اللبنانية و خلق فرص عمل لفقراء لبنان واسس المجلس الشيعي الأعلي ليضم كل الشيعة في الإقليم كانت إيران اكثر انزعاجا ليكون هذا القائد عربيا للإسلام الشيعي.. و كان الصدر ضد فكرة ولاية الفقيه و اقامة دولة شيعية.

باختفاءه قامت الثورة الإيرانية والدولة الشيعية و سيطرت إيران على مركز القرار الشيعي في العالم كما تسعي تركيا اليوم للسيطرة على مركز القرار الإسلامي السني لكن في وجود دول كبري سنية مثل السعودية و مصر تواجه تركيا حتمية فشل هذا التوجه عاجلا أم آجلا.

* كاتب ليبي
[email protected]