عبثا يحاول الرئيس التركي الهروب نحو الامام والتعتيم على الواقع المؤلم الذي تعيشه شعوب تركيا من خلال شن الحروب المفتعلة مع محيطه الإقليمي، ابتداء من احتلال أجزاء من كوردستان الغربية وتغيير الواقع السكاني في عفرين الشهيدة وسريكاني مع تأكيد منظمة العفو الدولية على وجود ادلة على ارتكاب جرائم حرب قامت بها القوات الغازية، مرورا بخلق وتصعيد الازمات والمشاكل مع اليونان وقبرص ومصر والانخراط المباشر في الصراع الداخلي الليبي والحرب بين أرمينيا وأذربيجان.......الخ

يجري هذا في الوقت الذي تعاني فيه شعوب تركيا من تراجع فظيع في الحقوق والحريات الأساسية ومن مسلسل الإخفاقات المستمرة الناجمة عن السياسات الاقتصادية والمالية التي يتبناها النظام التركي الحاكم، فقد بلغت نسبة التضخم في تركيا وفق بيانات صندوق النقد الدولي حوالي10% مع انهيار سعر صرف الليرة التركية تجاه الدولار (7.9) وارتفاع نسبة البطالة الى 15% وفقدان 130 الف مواطن لعملهم نتيجة قرارات تعسفية واتهامات باطلة ومحاكم صورية مع استمرار حملات القمع والاعتقالات وفرض قيود مشددة على حرية التعبير والتجمع والتظاهر واستخدام القوة المفرطة لتفريق الاحتجاجات السلمية.

الحقيقة التي يحاول نظام السيد اردوغان التهرب منها والتعتيم عليها هي ما سبق وان صرح به السيد سونر جاغاباتي مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ورئيس برنامج البحوث التركية في وزارة الخارجية الامريكية من ان سياسات السيد اردوغان ( تجر تركيا الى الانهيار) وها هي الوقائع تثبت انزلاق تركيا وبسرعة الى هاوية الانهيار الكامل وتغرق اكثر فاكثر في مستنقع الصراعات الإقليمية والدولية عوضا عن سياسة تصفير المشاكل التي كان من الممكن ان تضمن لتركيا المسالمة والمتصالحة مع نفسها والآخرين دورا اكبر وتأثيرا اقوى في مجريات الاحداث بالمنطقة.

لقد ارتبط اسم تركيا الان بسبب السياسات التوسعية والعنصرية والاستيطانية للنظام الحالي بخلق المشاكل والازمات ومساندة الجماعات المتطرفة والمتهمة بالإرهاب ومن المؤكد ان هذا النهج المتعارض أصلا مع مصالح شعوب تركيا لن يستمر طويلا فالمخاطر الناجمة عن مثل هكذا نظام لن تؤدي الى انهيار تركيا فقط وانما تهدد الامن والسلام والاستقرار في المنطقة كلها وسيدفع العالم ثمنا باهظا فيما إذا سمح للنظام بالاستمرار في سياساته التوسعية العنصرية وخلق الازمات والحروب.

[email protected]