السياسة هي اللعبة الخطرة.. اللعبة الخطرة تبدوا ملامحها حوادث عرضية و ليست معدة سلفا لتقنع الجميع بان الأمر لم يدبر بليل.
اللعبة الخطرة تضع حلول لمشاكل لا تعمل و لا تحل المشكلة بل هي ايحاء بالحركة بديلا عن الحركة.

كما أن الحروب تصمم لكي لا تعمل و ليس لتحل المشكلة بل إدارتها و إطالة عمرها و الاستفادة منها. و من خلق مناطق نزاع قليلة التوتر حتى لا تصل مداها خارج المنطقة المبرمجة لها و لا تؤثر في السياسة و الاقتصاد العولمي بشيء كثير.
تاريحيا، المدرسة السياسية الغربية مدرسة ذكية جدا. ليس بالسهولة اكتشاف ماذا يريد الغرب و ماذا يخططون... فاللعبة الخطرة دائما تظهر ما لا تبطن.. لقد تسببت بريطانيا في احتلال فلسطين من خلال وعد بلفور رغم صداقة بريطانيا للعرب.

و انحازت امريكا لاسرائيل منذ تاسيسها حتى اليوم لقد احتلت امريكا العراق و اسقطت نظام تحت ذريعة و كذبة اسلحة الدمار الشامل و بالمقابل تنشر الصحافة الغربية و ماكينتها الضخمة مثل البي بي سي البريطانية و السي ان ان الأمريكية و غيرها خروقات حقوق الانسان في هذه الدول علي يد جنودها مثل ما حصل في ابوغريب ليتباري السطحيون و المنبهرين بالنموذج الغربي بهذه الانجازات الضخمة في الدول الغربية و لتصبح ذكرى يذكرنا بها المغتربون و المجنسون و مواطنيين الدرجة الثانية التي لم يصل منهم احد في و ظيفة اكثر من عميل في وكالات المخبارات لهذه الدولة.

من قوة ذكاء اللعبة ان يصبح في حالة استثنائية رئيس اكبر دولة هي امريكا من اصول افريقية. و أن يصبح صاحب محل شاورما في أمريكا رئيس دولة في أفغانستان و لكنه لا يعين سفير لأمريكا حتي في دولة هامشية في إفريقية.
فامريكا لا تثق في عملائها دائما و لهم دور محدد فقط.

اداء محكم للعبة لا تستطيع ان تجادل معه او تقنع نصف متعلم و نصف عميل ان امريكا دولة عنصرية و تقف مع اسرائيل ضد فلسطين... انها اللعبة الذكية او ذكاء اللعبة الخطرة التي تري نتائجها و توافق علي مقدماتها رغم ان مخرجاتها تقتل أو تهجر اخاك اذا بقي حيا.

مقومات اللعبة الخطرة، هي التعامل مع المتغيرات و مجتمع المخاطرة و ليس المجتمع الساكن كما في الشرق.تنافس ظاهره مقنع وحقيقة لا تنافس الا مثلتنافس الكوكا كولا مع البيبسي كولا. مثل ملكية شركات الأدوية العالمية التي تملكها نفس شركات السلاح و الدمار لتقتل و تبيع الدواء لتربح مرتين..

من مقومات اللعبة ايضا مجتمع يغير الرؤساء في شكل انتخابات تقنعك بنتائجها و قضاء عادل في الداخل و دفاع عن حقوق الانسان و البيئة.. لكنه يقصف اخوك المسلم و العربي بالفسفور و اليورانيوم المخصب في الخارج.. العراق مثلا... و كل ذلك بإشراف منظمات دولية،

و لا تستطيع ان تغير الواقع مهما صرخت بل تدخلك في لجان حوار بعد لجان حوار و مجالس و لا تفعل شيء الا لما رسم و خطط لها من يقود اللعبة الخطرة فهم من يصنعون الإطار الذي تتحرك بداخله عرائس السياسة الصورية و كمبارس المجتمع المسمي مدني.