المقاطعة الشعبية التي اعتمدها الشعب السعودي تجاه المنتجات التركية لاشك أنها نابعة من وعي وطني وإدراك لحقيقة العدو بصورة واضحة. وهذا أمر حسن ودلالة وعي مجتمعي، لكن الأهم من ذلك هو إدراك الصورة والحقيقة كاملة، لنتوصل بعد ذلك إلى قناعات تكون بمثابة المبادئ العامة التي نسير عليها بعد ذلك في تعاملنا مع كل عدو لبلادنا.
هناك حقيقة يجب أن نُعزِّزها ونؤكد عليها حتى لا نخدع أنفسنا ولا نخدع شعوبنا العربية. هذهِ الحقيقة تكمن في كراهية الترك والفرس للعرب(كعرق وقومية وثقافة وحضارة...إلخ) عبر التاريخ حتى ما قبل الإسلام.
في المرحلة الراهنة يجب أن يعلم المواطن العربي أنه لا يوجد عدو أشد خطر عليه وعلى وطنه وبلاده من النظامين التركي والإيراني، يجب أن يعلم أنه لايوجد عقيدة تُوحِّد أو مذهب ديني يجمع(وإن أردت دليلاً على ذلك أنظر ما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم من فتنة انقسم على إثرها المسلمون مابين سنة وشيعة لا زالت آثارها ممتدة حتى عصرنا هذا)؛ ليس هناك ما يمكن أن نثق به بعد الله سوى الوطن الذي نعيش فيه وننعم بخيراته، وطننا وقادتنا هم الأولى بدفاعنا وتضحياتنا، اهتمامنا بوطننا العظيم بكيانه والشامخ بقادته(المملكة العربية السعودية) واجتماعنا حول قادتنا والسعي إلى كل ما من شأنه أن يساهم بالنهوض بالوطن والدفاع عنه كلٌ بحسب تخصصه هذا هو الجهاد العظيم. ومن أراد أن يعتبر فليشاهد ماذا حلَّ بأصحاب الشعارات الفضفاضة والعابرة للحدود، سنجدهم حالياً مابين لاجئين وعالة على مجتمعات أخرى أو منضمين لميليشيات إرهابية.
لاشك أن النظام التركي الحالي كقومية وسياسة يقوم على فكرة مشابهة ومطابقة لولاية الفقيه الإيرانية، وهما يتفقان معاً في محاولة صناعة أمجادهم المندثرة على حساب العرب كشعب وأرض وثروات!
النظام الإيراني يستميل الشيعة العرب ويدغدغ مشاعرهم بعلي والحسين وآل البيت، والنظام التركي يستميل السنَّة العرب بالخلافة الإسلامية.
وما يجعل مؤشر القلق يرتفع هو أنهم بالفعل لهم أتباع في الوطن العربي سواءً كانوا من النخبة أو من السُذَّج!
إن الواقع الحالي والظروف الراهنة تُحتِّم علينا أن نقول: من يحمل في قلبه ذرة محبة وولاء تجاه النظام التركي الحالي بقيادة أردوغان أو النظام الإيراني بقيادة الولي الفقيه فهو كافر بالوطن كُفراً عظيماً صريحاً لا تُرجى له توبة، من يستقرئ التاريخ لن يجد هناك أي علاقة ود وسلام بين تلك القوميتين والعرب، ولنفهم الواقع والحاضر فلابد أن نفهم التاريخ بكل ما فيه من أحداث وصراعات، يجب أن تكون هذهِ القراءة بعيداً عن المشاعر الدينية والحنين للماضي حتى يتحقَّق النفع منها.
بعد كل هذا أقول: يجب على النظام التركي أن يعي جيداً أن المواطن السعودي يؤمن تماماً بما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير:
"قيادة المملكة العربية السعودية مُمثَّلة بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد خط أحمر ولن نسمح بمحاولات المساس بقيادتنا أو النيل منها".
...