في كل تغيير تخطوه بلادنا نحو الأفضل لابد أن نواجه حملات يقف خلفها أصحاب العقول المُتكلِّسة، يأتون بذات النصوص التي يستشهدون بها في كل مرة دون فهم أو وعي، يُنزلون تلك النصوص على كل تغيير حتى ولو كان حسناً!
بعد قرار وزارة الشؤون الإسلامية فيما يخص وضع ضوابط لمكبرات الصوت في المساجد؛ وجدوا في ذلك فرصة للاستشهاد بقوله صلى الله عليه وسلم(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً)، والواقع أن هذا الحديث عند النظر إليه في خارج سياقه الديني سنجد أنه ينطبق كذلك على جميع المذاهب والأفكار والنظريات الفلسفية والاجتماعية وغيرها، بل حتى على مستوى ما يُعرف بـ(الموضة) نجد أنها تبدأ بشكل غريب ومستهجن ثم لا تلبث حتى تنتشر إلى أن تغيب وتختفي في النهاية أو تقتصر على مجموعة من الأفراد أو المجتمعات، مع الأخذ في الاعتبار أن الدين كجانب روحي أساسي في حياة الإنسان لا يمكن أن ينتهي أو تنتهي الحاجة إليه بخلاف بعض المذاهب والأفكار الأخرى.
وهذهِ هي سنة الحياة وتلك طبيعة التطور البشري، فلا يعني ذلك أن هذا النص الديني وغيره من النصوص ينطبق على من تبنَّوا هذا القرار، بل إن التساهل في الاستشهاد بتلك النصوص وإنزالها على كل حادثة أو مجموعة أشخاص يُعد محظوراً شرعياً وكأن أصحابها يزكون أنفسهم ويزعمون علم الغيب ويعبثون بالنصوص ويؤولونها كيفما يشاؤون، ولكن كيف لمن لا يهمهم الدين أصلاً أن يعتدوا بالمحظور الشرعي؟!
وهذا يعطي دلالة قاطعة على أن الهدف لديهم هو تهييج الشعوب وإثارة الفتن من خلال اللعب على وتر العاطفة الدينية التي تكاد تمتاز بها الشعوب العربية أكثر من غيرها، الهدف لدى هؤلاء هو التشويش ومحاولة إيقاف مسيرة النهوض السعودي والتي انطلقت بعد الإعلان عن رؤية ٢٠٣٠ والتي ستجتث كل فكر متطرف وستساهم في القضاء على الفساد بشتى صوره وأشكاله والارتقاء بالمجتمع والإنسان السعودي إلى المنزلة التي تليق به وبتاريخه العظيم.
إن هذهِ القرارات وغيرها تثبت لنا وللجميع أن ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أحد تصريحاته: (سنعود إلى الإسلام الوسطى المعتدل)، ليست مجرد تنظير، بل إنها أصبحت واقعاً نراه ونعيشه!