في الذكرى السابعة لجرائم دولة الخلافة الفاشية ـ داعش ـ اكتب عن قصّة الطفلة المغدورة الايزيدية يوفا حيدر ابراهيم مواليد شنكال 30 / 12 / 2011 .
في الثالث من أب عام 2014 , اجتاح داعش الإرهابي منطقة (سنجار ـ شنكال ) الجبلية الواقعة شمال غرب العراق وهي الموطن الأصلي للإيزديين، وارتكب بحقهم مجازر بشعة راح ضحيتها الآلاف من الايزيديين المسالمين ,طبعاً بعد انسحاب القوات الكوردية التابعة للديمقراطي الكوردستاني هناك وترك الاهالي والعوائل الايزيدية امام وحشية وحوش داعش.
واثناء الاجتياح استطاع السيد حيدرابراهيم ان يهرب مع عائلته صوب إقليم كوردستان , واثناء رحلة الهروب سقطت الطفلة الصغيرة (يوفا ) فجأة من سيارة بيك آب يقودها والدها بسرعة اثناء ملاحقة داعش لهم , وعليه لم يكن بمقدور والد الطفلة التضحية بجميع من في السيارة لكي يقف وينقذ ابنته الصغيرة من براثن داعش والتي كانت تبكي وتصرخ وتُنادي على والدتها ولكن دون جدوى !
هذا هو الظّلم الذي ليس بعده ظّلم, تخيّلوا معي حجم الكارثة , اطفال ماتوا في احضان امهاتهم عطشاً و جوعاً و خوفاً , وقسم تركتهم عوائلهم التي لم يبقَ في يدها حيلة او أمل كعائلة الطفلة المغدورة يوفا .
في 3 اب 2014 , عوائل إيزيدية تشظّتْ و سُبيت وانتُهِكت ونساء وفتيات صغيرات تعرضن للعنف الجنسى من قبل البهائم الداعشية المتوحشة , وقسم كبير منهن تم المتاجرة بهنَّ في اسواق الرق ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وفي بلد يقول دستوره : (العراق بلد ديمقراطي تعددي . تكفل الدولة للفرد وللأسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة ـ الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الأساسية للعيش في حياةٍ حرةٍ كريمة، تؤمن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم)!
ان قصة الطفلة الأيزيدية يوفا هي واحدة من مئات بل آلاف القصص المأساوية لأسر ايزيدية مسالمة فقد أبناءها نتيجةعزوة داعش الارهابي في 3 اب 2014 .
ان ما فعله تنظيم داعش الارهابي من انتهاك للحرمات وهتك للأعراض ، وتقطيع البدن , والاغتصاب الجماعي , والسبي , و جزّ الرؤوس وجرائم وحشية اخرى والتى لا تخطرعلى البال إلا في قاموس داعش بحق الايزيديين والشعوب غير المسلمة الاخرى , ستظل هذه الجرائم شواهد على وحشية وعفن الدولة الاسلامية الفاشية في العراق والشام (داعش ) إلى أبد ألآبدين .
نعم ,هكذا انتهت حياة الطفلة يوفا ضحية داعش الارهابي قبل 7 سنوات بالتمام والكمال ولكن فصول القصّة لم تنتهى بعد, فرغم مرور 7 سنوات على الإبادة الجماعية ، لا زال مصيرالمئات من مختطفات الايزيديات مجهولاً لليوم , وان معاناة النساء الايزيديات الناجيات من مسالخ داعش مستمرة على الرغم من تبني( قانون الناجيات الإيزيديات)(1) من قبل البرلمان العراقي . فحتى بعد اعلان هزيمة داعش عسكرياً وانسحابه من المناطق الايزيديين الا انهم لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم ومدنهم وقراهم بسبب الخلاف الموجود بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان لانهما تتقاتلان للسيطرة على المناطق الايزيدية المنكوبة والمدمرة اصلاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ صادق مجلس النواب العراقي على قانون الناجيات الإيزيديات في جلسته الـ 38 برئاسة رئيس المجلس , محمد الحلبوسي في 1 آذار 2021 ,ويعترف القانون بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد النساء والفتيات من الأقليات الإيزيدية والتركمان والمسيحية والشبك - بما في ذلك الاختطاف والاستعباد الجنسي والزواج القسري والحمل والإجهاض - كإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.ويوفر القانون تعويضات للناجيات، فضلاً عن تدابير لإعادة تأهيلهن وإعادة دمجهن في المجتمع ومنع مثل هذه الجرائم في المستقبل، كما ينص على تخصيص معاشات التقاعد، وتوفير الأرض، والإسكان والتعليم، وحصة في التوظيف في القطاع العام.ومن الجدير بالذكر ان هذا القانون( بقي حبراً على ورق) كقوانين كثيرة اخرى.لقراءة نص القانون اضغط على الرابط التالي : https://drive.google.com/file/d/1_F8QS_UkLWR0f7Z2VFB0TnyWOMlqL5tR/view

*الديانة الايزيدية هي واحدة من أقدم ديانات الشرق القديمة , يُقدر عدد الإيزيديين قبل الفرمان الاخير ( الإبادة الجماعية ) في العالم بأكثر من مليون إيزيدي يعيش حوالي 550 ألف منهم في العراق، حسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيما يتوزع الباقون في سوريا وإيران وتركيا وأرمينيا وجورجيا وأذربيجان وأوربا، ويعتبر معبد (لالش) النوراني في إقليم كوردستان من أقدس الأماكن لديهم. كما يعتبر عين زمزم في لالش من الأماكن المقدسة لدى الايزيديين . في حزيران عام 2017 أصدرت الأمم المتحدة تقريراً أشارت فيه إلى أن تنظيم داعش سعى إلى محو وإبادة الإيزيدين من خلال عمليات القتل والاستعباد والعبودية الجنسية والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة.