النجاح لا يولد صدفة، ولا يحدث بين عشية وضحاها، وبجانب النجاح هناك القبول، فليس النجاح هو كل شيء، والقبول في ظني هو عطاء إلهي بالدرجة الأولى، يوهب هذا العطاء لتلك الشخصيات الإنسانية النبيلة.

عند النظر إلى أشهر الأسماء في الفن العربي والخليجي على وجه الخصوص، نجد أن اسم الفنان الكبير راشد الماجد حاضراً وبقوة عند عُشَّاق الفن القديم والجيل الحاضر. وهذا الأمر هو ما يمتاز به الماجد دون غيره، حيث أن الجيلين القديم والحديث يحرصان على متابعة قديمه وجديده على حدٍ سواء. بينما نجد أن هناك العديد من الفنانين إما أنهم يخاطبون ذائقة فئة معينة ككبار السن ومن يعشقون الطرب الأصيل بألحانه الخالدة والتي يستعيدون معها عبق الماضي والذكريات، وإما أنهم لم تَعُد لديهم القدرة على تقديم الجديد، لذا يكتفي معظم متابعيهم بالاستماع لقديمهم وترك جديدهم لأنهم يرون الجديد يسيء للفنان الذي عاش معهم ردحاً من الزمن يطربهم ويسليهم ويثير أشجانهم، يفعلون هذا احتراماً لفنانهم حتى لا تهتز صورته في وجدانهم ومخيلتهم!

الله كريم، أبشر من عيوني، شرطان الذهب، رجاوي، سألنا عنك يالمحبوب، الله يازين اللي حضرت، وحشتيني، فمان الله، حبيت أسلم، المسافر راح، عذاب العاشقين، القمرة، شمعة حياتي، الحل الصعب، سلام عليهم، وانتهاءً بألبومي سلامات 2007 ونور عيني 2009 والذي بهما قد بلغ الماجد أوجَّه وإبداعه الفني، فهذهِ جميعها ليست مجرد أغاني طُرِحت ثم انتشرت لفترة ثم نُسيت وهُجرت، هذهِ الأغاني وغيرها لا زالت حاضرة في وجدان كل مهتم بالوسط الفني في العالم العربي، واستطاعت أن تُشكِّل وترسم خطَّاً فنياً مميزاً وفريداً، فالماجد ليس مجرد فنان بالمعنى التقليدي، بل إنه عند استقراء تاريخه الفني نجد أنه مدرسة فنية لها طابعها الخاص.

ليست القضية هنا قضية صوت أو ألحان وإن كان متميزاً فيهما، القضية قضية قبول، فقد يُكتب للفنان النجاح في أعماله، ولكنه لا يحظى بالقبول وبمحبة الجماهير له.

وفوق كل ذلك فإن روعة الفنان تكمن في إنسانيته قبل فنه، والماجد إنسان قبل أن يكون فنان، لذا رأينا مكانته ومنزلته في قلوب محبيه بل وحتى الذين ليس لهم أي اهتمام بالفن تجدهم يحملون مشاعر الحب والاحترام تجاهه. وما أعظم الفنان عندما يقدم من خلال فنه رسالة الحب والسلام تجاه جميع الشعوب والأديان!