المرأة الشغل الشاغل للمتكلمين بالدين والشرع، للعلمانيين والمطالبين بحقوقها، ذنبها أنها امرأة حقوقها مسلوبة ولا تحصل عليه إلا بشق الأنفس وربما حصلت عليه.
كل أصابع الاتهام تتجه للرجل سبب شقائها ومعاناتها وفي الواقع المرأة تشاركه هذا الاتهام ونفذته بحذافيره واستمرت عليه، وسوط لسانها يجلد كل من يحاول تغيير قناعاتها.

خرجت للحياة وهي مؤمنة انها عورة الجسد فألف جلباب لن يكفي لتغطيته، حتى وإن أجازوا لها كشف الوجه والكفين !
عورتها وصلت إلى حد تحريم كل شيء جميل بحياتها، الخروج والاستمتاع بنعم الله، فصورة الذئب البشري يلازم فكرها ، وأنها تساعد على إعانته في غض البصر ودخوله الجنة، فهو سترها وغطاؤها تتحمله وتستر على عيوبه حتى لو نزف جسدها دماء! يحق له فهو رجل قوام على عقلها وجسدها وتناست أن القوامة هي القيام بالشيء .

تتراقص فرحا عندما تنجب ابنا ويكسو وجهها الحزن إن أنجبت أختًا له، نبرة الصوت تختلف عندما تواسي صديقتها او قريبتها فلانة لديها ٦ بنات وبكل إعجاب وكأنه بطولة وإنجاز عندما تقول لديها ٧ أبناء !

أعراف المجتمع وتقاليده تصب على رأس الفتاة إن تقدم لها زوج ويتفاخرون "والدها قال نحن نشتري رجال وما نريد إلا الستر لبنتنا" فصك الستر ينتقل من الأب إلى الزوج !


تتنازل عن كل أحلامها عند ارتدائها فستانها الأبيض فقد لبسته إما خوفا أو هروبا أو لا مفر من لبسه، وتكتشف أن الزواج والزوج ليس مصباح سحري يحقق لها أمنياتها وإنما طاعة عمياء وتحمل وصبر واحتساب الأجر ، فوالدتها تجبرها على التحلي بالصبر "ما عندنا بنات تتطلق" .
وإن تزوج عليها " دام يصرف عليك وغير مقصر تحملي " ، تصرخ أنه مقصر تجاهها وتجاه أبنائه لا يعلم إن كانوا أحياء أم أموات ! ترد عليها إحدى النساء " كل الرجال هكذا .. ادعي له بالهداية لا يوجد رجل عادل وكامل " ! تصمت ليس لأنها مقتنعه وإنما لأنها تابع ؛ بدون زوجها هذا الرجل لا تستطيع القيام بأمور الحياة !

في جلساتهم حديثهم عن المرأة المطلقة وأنها لا تستحق الحياة ، لمَ لمْ تصبر وتتحمل ؟! أتريد زوجا آخر ؟
حكموا على المطلقة بالزواج من مطلق أو متزوج وبعدها يتباكين عند تعدد أزواجهن ! رفضك لزواج ابنك من مطلقة جعل والده يتزوجها !
عانس ومطلقة وأرملة مصطلحات نسوية كررتها في ذهن الرجل وعندما أصبح يؤمن بها قالت أنه فكر ذكوري !


تتلحف بالسواد وتظن أن هذا هو الستر وأنها أفضل وأعظم من المحجبة الغير منقبة والغير محجبة ! الدين ليس باللباس والحشمة يجب أن تكون في نظرات عينيك وأنتِ تحتقرين كل امرأة غير محجبة ! بقصد وغير قصد ، أسأتِ للحجاب ، أما نقابك فليس فرض أو حتى من الدين ولا يعتبر سترًا لأنك لم تستري أختك في الله أمام رجال بيتك وزوجك في وصفك لها بالسفور وبأدق التفاصيل ويتخيلها هذا الرجل ويتزوجها إن استطاع أو تناقل حديثك في مجالس الذكور، فهل ستنفعك خيمتك السوداء التي ترتدينها أمام الله يوم القيامة ؟!