كل شئ في العراق يحتاج الى اصلاح وتغيير ولا نُبالغ اذا قلنا الى ثورة او انقلاب، اوايّاً كانت التسمية والتوصيف لوضع رهيب مخيف يجعلنا نخشى فيه على يومنا وغدنا وعلى اطفالنا في هذا الواقع الذي نعيشه وتنقله الاخبار ووسائل التواصل من قتل وفساد وخراب وتعذيب وجرائم واحداث.

لكن حيث اننا نعيش هذه الايام مع (فيلم) الشاب علي الذي عرف العالم قصته الحزينة، والمعترف بجريمة قتل تم تلقينه بالاعتراف المطلوب بعد تعذيبه وشل ارادته، والتي كادت توصله الى حبل المشنقة والاعدام، لولا عودة الزوجة (المجنى عليها المزعومة)، فكشف المستور وفضح التضليل والتعذيب والغرور الذي يظهر به (بعض) رجال الشرطة وهم يتحدثون عن انتصاراتهم وانجازاتهم في برامج بعض الفضائيات التي تحولت الى محقق ومحكمة على الهواء تحكم حسب الاهواء.

عليه فان الاصلاح الحقيقي المطلوب من النظام الحاكم في العراق ونقصد السلطات، التنفيذية (الحكومة) والتشريعية (مجلس النواب) والقضائية بكافة مكوناتها المنصوص عليها في الدستور، أن تبدأ بالاصلاح من مركز الشرطة ومكافحة الاجرام والدوائر الامنية ايّأ كانت تسميتها او مرجعيتها، الذي يجب ان يتحول الى دوائر مدنية عادية مثل دوائر البلدية والخدمات.

وعليه ان تتغير حالة العسكرة والحمايات والاسلحة التي حولت مراكز الشرطة الى ثكنات عسكرية وساحة حرب وقتال بحيث افقدتها وظيفتها ومهمتها الاساسية وهي (المحافظة على النظام والأمن الداخلي، ومنع ارتكاب الجرائم، وتعقب مرتكبي الجرائم والقبض عليهم، وحماية الأنفس والأموال من أي خطر يهددها).

هذه المهام والاهداف لا تتحقق بالعنف والقسوة والامراض النفسية والعقد والعلل الشخصية التي عاشها بعض الشرطة بمختلف مناصبهم ومسؤولياتهم بحيث ابعدتهم عن الحرفية والمهنية والخبرة والمهارة والكفاءة والنزاهة وحب العمل وغيرها من الصفات التي تجعل الانسان ناجحاً مميزاً في اي عمل او مهمة يقوم بها.

كما يتطلب ابعاد الشرطة عن التحقيق ابعاداّ نهائياَ بحيث يعودوا الى عملهم الحقيقي والاصلي وهو تنفيذ القرارات والاحكام تحت اشراف وسلطة قاضي التحقيق، مما يستلزم الاسراع بتشكيل (الشرطة القضائية) وفق شروط ومؤهلات خاصة تكون خاضعة للسلطة القضائية.

علينا جميعا السعي والعمل على تحويل مراكز الشرطة الى دور وبنايات بيضاء جدرانها من الزجاج ومُراقبة بالكاميرات وفيها موظفين وموظفات يحبون عملهم ويحترمون الناس بحيث تكون بيوت لكل شخص عراقي او اجنبي رجل او امرأة او طفل يشعر انه مظلوم او يخاف من امر ما، فلا يجد ملجئاً الا مركز الشرطة التي عملها الاساس خدمة الشعب وليس تخويف وترهيب وتعذيب الشعب.