ما جَنَّحتُ مع أمنياتي إلا تمنيتُ نعمة الرضا، ‏إنها النعمة التي تختصر كل النعم في ذاتها، وتُغنيني عما سواها مما يقتتل الخَلقُ عليه..
‏أمَا واللهِ لو ظفروا بالرضا لما اقتتلوا، ولعاشوا في جَنّة قبل الجَنّة.

أي معنى لمباهج الحياة وذاتها دون إحساس الرضا، وأي بؤس في الكفاف وفي قلبك رصيد لا يَنْفَد من الرضا؟! ‏وما أدراك ما الرضا؟!

إنه قمة الفضائل، ونشوة الروح، وبلسم النفس.. ‏وما راضٍ بأقداره ومقداره إلا وهو أكثر الناس سلامةً للفؤاد، ونفعاً للعباد، ولا ينشغل بحياة غيره عن حياته إلا ليَجبر عثرة، أو يُطفئ حسرة. ‏اللهم نفحةَ رضا تَسْكُن أَضالعَنا، وتُسَكِّن مَطامِعَنا، حتى يوم نلقاك.