يتقدم البعض خطوة فيتراجع البعض الآخر خطوات!

أصبح البعض يرتعب من مشاعر المحبة أكثر من أن يختنق بفكرة أن يقابل مكروهاً!

البياض يرعب ويفقد البعض أنفسهم ويجدون أنهم أعجز من الوقوف أمام طفولتهم المشوهة التي لم يلمسوا بها حناناً ولم يحتضنوا فيها بحب، ولم يشعروا فيها بأي قبول أو احساس بالفخر، هم متعبون نفسياً إلى درجة أنهم قد لا يستطيعون دفع أنفسهم لترميم ما هدم بداخلهم من مراحل عمرية اختلطت أوراقها وبعثرها التوهان بين حقهم باحتواء والديهم إليهم وقبول اقرانهم لهم وتميزهم المجتمعي، ذلك كله قد يتسبب للبعض وأكرر للبعض بتشوه خلقي للقلب، لا يرى ولكنه يلتمس في نمط حياتهم اليومية وتعاملاتهم بشكل متكرر ومؤذي لمن حولهم ولهم وإن كان بشكل غير واضح.

فالحب إن لم يحصد الحب، قد يحصد من بعده الكراهية أو التجاهل، والانسان بطبعه الاجتماعي أضعف من أن يتقبل فكرة تجاهله أو كراهيته، فكيف يمحي تلك التراكمات التي تشكلت في داخله ويعود إلى طبيعته؟

أظن بأن العافية في التصالح مع كل ما كان قبل أن يملك أمره ويطلق لسانه وينفرد بفكرة واجب عليه اتجاه نفسه، أن يتخفف من حمل ما كان وينشغل بالعمل من أجل ما سيكون، أن يثق بأن القلوب ما بين مد وجزر وتلك التي قست عليه لا بد أنها لانت له في وقت ما، وإن لم يكن فليس ذلك ما يحط من قدره.

الحياة تحت ظل المحبة قرار، كما أن العيش في قفص الكراهية والبغض قرار المرء ذاته، لا ترغمه عليه الأحداث ولا الأجناس، إنما اختيار يكشف عن صحته النفسية ومدى ايمانه وعمق يقينه.