يظن البسطاء أن السعادة ثروات وملذات وإمكانات، ويظلون مؤمنين بهذا الظن، حتى إذا حازوا ما يشتهون خفتَ وميض سعادتهم، ثم أعادوا صياغة مفاهيمهم من جديد.

‏حتى تحيا سعادة أكيدة، عليك أولا أن تعلم أن العافية سعادة، والاكتفاء سعادة، والأمان سعادة، ووجود قلوب تحبك سعادات وأيّ سعادات.

وإياك إياك أن يدفعك شعور الاعتياد إلى فقدان إحساس السعادة بالنعم التي تظنها من بَدَهِيّات الحياة، وتذكر كيف انحرم كثيرون مما أنت فيه متمنين لوبعضه، وتأمل كيف يتمنى المريض نفحة عافية، وكيف يتمنى الخائف جرعة أمان، وكيف يتمنى النائي هَبّة وصل.

لا يدفعك البحث عن المفقود إلى إهمال الموجود؛ ففي الموجود بركات تَجذِب بركات، فاشكر الله عليها، وامنح الآخرين منها، وتمنها لغيرك، ثم افتح أبوابك للمزيدمن السعد والمجد، فإن لك ربًّا يُعطي ويُدهِش، ويُحسِن لمن يُحسِن.