شو، قالوا شو: قالوا أن الوزارة الخارجية اللبنانية تدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، قوية والله قوية من دولة لبنان !!!

لا أدري هل أمعنت الوزارة الخارجية اللبنانية النظر في الأحداث والمواقف الدولية ومدى تأثير لبنان على القرارات الدولية وعلى قرار الدولة الروسية، وهل لبنان بهذا الحجم السياسي الكبير الذي يحسب لرأيه ألف حساب في المعمعة الدولية، أم بنت لبنان قرارها بناء على قرار فرنسا ولاسيما أن فرنسا تعتبر لبنان من محمياتها؟؟.

الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية هي حريصة على عدم أزعاج روسيا بينما لبنان يتسارع في هذه الإدانة في الوقت أن الدول العربية الأخرى والتي لها حجم سياسي في الساحة الدولية أكبر من دولة لبنان وإلى حد ما لها تأثير في بعض القرارات أو محاولة التراجع والتفكير فيها لم تبادر وتدين ذلك الهجوم.

نعم الدول الأوربية وعلى رأسها ألمانيا والتي تستورد حوالي 50% حتى 60% من حاجاتها من الطاقة والفحم والغاز من روسيا تخطو خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية لا تجرأ أن تقوم بأي خطوة قد يهيج السيد الروسي، لأن الخوف من ردة االفعل من قبل الخصم فإذا قامت أمريكا أو الدول الأوربية بأي عمل عسكري أو القيام بأي ضربة فهي تخاف من قوة الردع الروسي، وحسب نظرية الربح والخسارة والتكلفة، فأن الدول إذا أرادت القيام بأي عمل فهي تقارن بين الفوائد والخسائر التي سوف تكون نتيجة هذا الفعل فإذا كان الربح أكبر من الخسارة فهي سوف تقوم به والعكس صحيح.

وبناء على تلك المعطيات تبني الدول مواقفها من الأحداث على الساحة الدولية. وهنا لا نقص من أهمية لبنان ولا من القادة السياسيين فيه فكل الأحترام والتقدير لهم وللشعب اللبناني الذي عانى وما زال يعاني من الكثير المشاكل والحروب الأهلية وتدخل القوى الخارجية في شؤونه الداخلية. وعليه على الدول أن تبني قراراتها على أساس مصلحة مواطنيها، فهل فكرت الوزارة الخارجية بمصير الجالية اللبنانية في روسيا ومدى تأثير أدانتها على مستقبلهم؟، فحبذا لو أن الدول الشرقية والتي تسمى بالدول المتخلفة أو بالدول العالم الثالث أن تفكر في شعوبها وتعمل على الزيادة في دخله وتعمل على رفاه وسعادة المواطن عوضاً على الأستعانة والهلع خلف القوى الخارجية.

فكثير من دول العالم والمنظمات الدولية تخاف أن تندلع حرب عالمية ثالثة إذا تدخلت دول أخرى في الحرب الروسية على أوكرانيا، ولما لا تخاف فالحرب اليوم هي مختلفة عن الحروب السابقة (الأولى والثانية) فهي كانت حرب كلاسيكية أعتمدت على الطائرات والتي كانت في بدايات صنعها وعلى الدبابات وحرب الشوارع والتي أستخد فيها الرشاشات وقاذفات الأربيجية، فكان من نتائجها الدمار والخراب الهائل الذي لحق بالبنية التحتية لتلك الدول التي جرت الحرب على أراضيها وكذلك خلفت الملايين من القتلى (حوالي 80 مليون قتيل) والجرحى، وما زالت ألمانيا تدفع الفاتورة ليومنا هذا. فإذا أندلعت حرب عاليمة ثالثة فلن تكون كتلك الحروب وأنما سوف تكون حرب بالأسلحة الكيميائية والجرثومية أي في حال أندلاعها سوف تمحى مدن ودول من الساحة وسوف يستمر تأثيرها على مدار المئات من السنين كما الحال في هيروشيما وناكازاكي اليابانيتن نتيجة رمي الولايات المتحدة المريكية القنبلة الذرية عليهما، وسوف تنخفض نسب التعداد السكاني ويزداد نسبة الوفيات والمشكلات سوف تتضخم من البطالة ومشكلة العنف والقتل والسرقة وتتوقف الكثير من المعامل والمصانع وسوف يكون هناك غلاء في الأسعار وكل ذلك سوف يؤدي إلى الفقر الزائد.

ومن الأسباب الأخرى التي يستبعد فيها أن تقوم حرب أخرى هي العلاقات الاقتصادية القوية التي تربط دول العالم مع بعضها البعض، فمن الصعب أن تستطيع دولة ما العيش دون الدول الأخرى من خلال عمليات الأستيراد والتصدير. بالإضافة فأن الحرب سوف تضعف الكثير من الدول وسوف ينقسم العالم إلى أحلاف أكثر من ماهو عليه الآن، فحبذا لو ان لبنان تريثت قبل أدانتها.

[email protected]