طالعتنا وكالات الأنباء العالمية بالمساعدات العسكرية التي أعلنت عنها بعض الدول الموالية لأوكرانيا ومنها صواريخ «جافلين» و«ستينغر» الأمريكية ذات الإرث الأفغاني سيئ الذكر عند الروس، وأكد الخبراء والمحللين على مدى قوة وتأثير تلك الصواريخ التي تلجأ إليها الدول في الحروب وترجح بنسبة كبيرة كفة الانتصار خاصة للدول التي تمتلك العدد الأكبر والأكثر تطورا منها.

وإلى مسرح عمليات الحروب والتاريخ خير مثال لنا عن كم من دول بسبب الصواريخ التي استخدمت في الحروب استطاعت بسببها الانتصار على خصمها ومنها أقرب مثال متعلق بحرب روسيا وأوكرانيا هو صاروخ «ستينغر» الذي وصل أوكرانيا مؤخرا ويراهنون عليه في الحرب، حيث كان الصاروخ الأمريكي الصنع مؤثرا في مسار الحرب بين الاتحاد السوفيتي والمقاتلين الأفغان في ثمانينيات القرن الماضي حيث زودت الولايات المتحدة الأفغان بالصاروخ ذاته عام 1986، وأسهم «ستينغر» في إسقاط نحو 270 طائرة سوفيتية، حسبما ذكر زميلي الصحفي المصري عبد الحليم حفينة في شبكة سكاي نيوز عربية.

وبفضل صواريخ «ستينغر»، أصبح بإمكان الجيش الأوكراني تأمين الوحدات المتمركزة في الغابات والتصدي للطائرات الروسية، وأن تصمد العاصمة «كييف» حتى الآن أمام أسطول الأسلحة العملاقة الروسية.

ومن أفغانستان إلى مصر نذكر انتصارات حرب أكتوبر 1973 ومن خلال الوثائق والمذكرات التي كتبت عن الحرب التي تؤكد لنا حائط الصواريخ «سام» و«ساغر» و«بيتشورا» الذين ساهموا في انتصار مصر في حربها مع إسرائيل عام 1973، حيث كان حائط الصواريخ هو عماد خطة حرب أكتوبر بجميع أنواعه سام 2 و3 و6 و7، بالإضافة للمدفعية بكل أنواعها وأعيرتها، وكان أحدث وأخطر هذه التشكيلة هو الصاروخ المرعب سام 6 الذاتي الحركة، الذي بفضله استطاع الجيش المصري، تحييد القوة الجوية الإسرائيلية في حرب أكتوبر، بكم هائل من صواريخ «سام» الروسية، والتي تم حشدها على الضفة الغربية لقناة السويس قبل اندلاع الحرب، حسبما ذكر المؤرخ العسكري المصري جمال حماد في كتابه «العمليات الحربية على الجبهة المصرية»، ورأى إن مستقبل تلك الصواريخ التي أحدثت نقلة كبيرة في حرب أكتوبر سوف تستمر لسنوات عديدة كلما تطورت وتحسنت في المستقبل وهو ما حدث بالفعل ورأينا في صواريخ «جافلين» و«ستينغر».

وبحسب موقع «غلوبال سيكيوريتي» الأمريكي، إن إجمالي صواريخ «سام»، التي أطلقها الجيشين المصري والسوري، خلال الأيام الثلاثة الأولى من حرب أكتوبر تجاوز 1000 صاروخ، وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن حجم حشد صواريخ «سام» المضادة للطائرات في مصر وسوريا، كان غير مسبوق ولم يتكرر في العالم في أية مواجهة عسكرية.

كما روى العميد عصام علي حسن عطا الله، قائد كتيبة سام 7 دفاع جوي، أثناء حرب أكتوبر 73، في لقاءه مع زميلنا الصحفي المصري مينا غالي بموقع مصراوي، إن صواريخ سام 7 منعت إسرائيل من اختراق عمق الدولة المصرية، وانه استطاع إن يقطع ذراع إسرائيل الأساسي في حربها وهو سلاح الطيران، واستطاعت كتيبته أن تسقط 47 طائرة إسرائيلية.

أما عن صاروخ «صاغر» والتي وصفته الصحافة المصرية بمغتصب الدبابات الإسرائيلية، هو صاروخ موجه، مضاد للدروع، ينتمى لفئة صواريخ الجيل الأول ويعمل وفقاً لمبدأ السيطرة والمتابعة البصرية، ويسمى بـ«المالتوكا» ويتميز ببطىء سرعته، وتعتمد دقّة الإصابة فيه على مهارة الرامي حيث يتحكم الرامي فى الصاروخ عن طريق سلك من لحظة إطلاقه وحتى وصوله للهدف، ولقد كانت مهمة اتقان الإصابة بهذه الصاروخ شاقة للغاية وكان الجندي المصري يطلق من 20 إلى 25 صاروخ يوميا فى التدريبات، حتى وصل للدرجة المبهرة التى قدمها فى حرب أكتوبر، وتم تدمير 800 دبابة إسرائيلية بواسطة هذا الصاروخ من إجمالي 1100 دبابة دمرت خلال الحرب، وأدى هذا النجاح الباهر إلى إنتاج واسع للصواريخ المضادة للدروع على مستوى العالم، ولعل أحدثها الآن هى صواريخ «كورنت» الروسى و«ميلان» الفرنسى، و«سبايك» الإسرائيلي، و«جافلين» الأمريكي الذى استملته أوكرانيا في حربها مع روسيا وهو صاروخ يصوب بتقنية عالية و لا يحتاج مهارة كبيرة من الرامي.

المصريون نجحوا في حربهم مع إسرائيل بعزيمتهم وروحهم القتالية فداءً عن الوطن وباستخدام جميع الأسلحة وخاصة صواريخ الدفاع الجوي المصممة كدروع لأغراض دفاعية في استخدمها مع الأسلحة الأخرى لأغراض هجومية واعتبر هذا تغييرا كبيرا ومفاجئاً فى الفكر العسكري العالمي. استطاعوا أن يصمدوا وينتصروا منذ نكسة 1967، وهو ما يجب أن يلجأ إليه الأوكرانيون قبل أن يسقط الجميع.