في ظنِّي أنّ أعظم ما قد يقدمه المرء لنفسه في أيامٍ يكون فيها سراب الحياة هو السلسبيل المنشود .. هي ثقافة النأي بالنفس عن كل ما لا يخصها ولا يعنيها،وأن تدع مايُريبك إلى ما لا يُريبك .

أي تكون حاضرًا وغير موجود.
‏أن تكون معهم جسدًا لكن روحك تحلّق في آفاق لا نهايات لها.
‏تقدّم الصمت على الكلام،والهمس على الحديث،والإيماءة في كل مجلسٍ لا تسمو به الروح ولا يسلو به القلب.
‏أن تنأى بنفسك،وتصطفيها برفعها عن كل ما لا يليق بها ولا يناسبها فكرًا ولا ذوقًا ولا مكانة…

يالَها من فضائل وفوائد ومزايا في الصمت قلّما تجدها في سواه.
‏في العزلة صفوة لن تحصل عليها بين الحشود،وللقلب فراديس لا يدخل فيها إلا المصطفون.
‏يغنيك عن كلّ مافي الصّمت من فضائل وفوائد شتّى فضائل التّدبّر والتّأمّل والتّفكّر ومايلي ذلك من علمٍ وبحثٍ وفوائد لا تُعدُّ ولا تُحصى.