ثمة فرقٌ عظيمٌ وشاسع بين الغلظة والهيبة، فالغلظة جدارٌ عازل بين الروح والجسد وبين الإنسان وأخيه!
إنها الحالة التي تكون فيها الملامح جامدة، والمشاعر متيبسة، ويكون فيها اللين يتيمًا بلا أمٍ أو بلا أب، ويتجرد فيها الإنسان الغليظ من إنسانيته أولًا ومن الرحمة التي أودعها الله في الفطرة الأولى للقلب.
أما الهيبة فهي الهالة التي تحيط بالإنسان ذي الشخصية الأخاذة والمطمئنة
هي نورانيّة يهبها الله بعض عباده
وما قد يفوت الكثيرين هو أن للفضائل هيبةٌ لا تتواجد في غيرها
فللكريم هيبة البذل والعطاء
وللعالم هيبة العلم والمعرفة
وللمثقف هيبة الثقافة والوعي
وللطبيب هيبة العلم ومساعدة الناس
الفرق بين الهيبة والغلظة كالفرق بين الغيث والطوفان أحدهما يزهر ويعمر وينمو كشجرة طيّبة والآخر يدمر ويحطم كالنار التي تحيل كلّ شيء الى رماد ..
من سعى إلى الفضائل وتمسك بها سار بين الناس بهالةٍ ربانية تحيط به وتميزه عمن سواه.
وبين آية:
"لو كنتَ فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك"
وآية:
"نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم"
لابدّ للإنسان العاقل أن يحسن الاختيار!
التعليقات