كثيرا ما سعت إيران لتحقيق إختراق سياسي وأمني في رام الله وبين أروقة حركة فتح على غرار ما نجحت فيه بقطاع غزة، ولكن في كل مرة كانت السلطة الفلسطينية تقف لتلك المحاولات العبثية بالمرصاد.
لذلك انتقد مؤخرا رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج ما وصفه بمحاولات التغلغل الإيراني في العمق العربي، معتبرا أن القيادة الفلسطينية ترفض السكوت عن المشروع الايراني المشبوه في المنطقة، وعن محاولات تسلسل إيران لرام الله حاليا.
وأتهم ماجد فرج في وقتا سابق قيادة حماس في غزة بالإرتهان لطهران وتقسيم الصف الوطني الفلسطيني، معتبرا أن حماس تجر الشعب الفلسطيني لمكان بعيد، عما يفترض أن يكون فيه الفلسطينيون الان لمواجهة كافة التحديات وهم على قلب رجل واحد، بعد ما أكد ماجد فرج أنه ليس مستعدا لمعادة الدول العربية المتضررة من التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية.
حيث صرح ماجد فرج، قائلا: "أنا ضد أي نفوذ إيراني في المنطقة العربية، المنطقة العربية للعرب ولن تكون إلا للعرب".
كما أكد مسؤول أمني فلسطيني في رام الله أن التصريحات الأخيرة لقيادة حماس في قطاع غزة مرفوضة، محذرا من تنسيق مشترك بين طهران وحماس لتصدير نموذج قطاع غزة الى الضفة الغربية.
واعتبر المسؤول ذاته أن إيران لا تسعى لخدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بقدر رغبتها في تحويل الضفة الغربية الى ورقة ضغط على المجتمع الدولي لرفع العقوبات عليها، كما تفعل إيران بملفات اليمن وسوريا وغيرها.
وحقيقة الأمر تعرضت حركة حماس لانتقادات من الأوساط العربية بعد احيائها يوم القدس العالمي الإيراني في قطاع غزة، وبث كلمة مسجلة لقائد عام الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، بعد ان جاء ذلك المشهد كي يؤكد سيطرة إيران على المشهد السياسي في القطاع، وهي من تدعم كل من حركتي الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ انقلاب صيف العام 2007 والذي انتهى بطرد السلطة الفلسطينية ومحاصرة القطاع من الجانب الإسرائيلي.
واليوم تحذر السلطة الفلسطينية طهران بكل وضوح من محاولات التغلغل داخل حركة فتح، في ظل رغبة طهران في تحويل رام الله ورقة في جعبتها تطرحها وقت التفاوض مع الاطراف الاقليمية والدولية كحال ورقة غزة، دون أي اهتمام حقيقي بالقضية الفلسطينية نفسها، فهل نرى صدام عربي إيراني جديد ولكن في تلك المرة بالضفة؟
التعليقات