أحاول كتابة شيء عن نصف العالم ونصف الحياة
‏نتذكر فضل كل امرأة جاهدت واجتهدت وصبرت وكافحت في صمت، دون أن تنال جزاءً أو شكرًا من الناس ولكن الله سبحانه وتعالى مطلعٌ وعالمٌ بكل شيء.
من نحن دون المرأة؟ من نحن دون أمٍ حنون كابدت الحياة ومشقاتها، وأغدقت علينا بحنانها وحبها وتضحياتها غير المشروطة، قدمت لنا عطاء من لا ينتظر ردًا، وأكرمت كرمَ من لا يرجو منفعةً، أمهاتنا مهما قلنا وتحدثنا عن فضلهن على البشرية جمعاء، لمَا ذكرنا جزءًا يسيرًا من فضلهن.
‏خذ سيرة العلماء الذين غيّروا مسار البشرية وتاريخية، والذين جعلوا الحياة في كل مرةٍ أسهل من ذي قبل سواء باختراعاتٍ طبية أو صناعية وستجد أن خلف كل عالم أمًا ضحت بحياتها لتسهل عليه حياته، أمًا كانت هي الطريق المنير الذي اهتدى إليه حتى وصل إلى ما وصل إليه.


أتذكر أمي في هذا اليوم العظيم يوم المرأة العالمي وأتذكر معاناتها معنا ومعي أنا تحديدًا، كم أضنيتها في صغري، وكانت هي كل شيءٍ بالنسبة إلي، الأمر تجاوز علاقة الابن بأمه، بل وتعداه بكثير،
هذه المرأة العزيزة،النبيلة، الكريمة جعلت حياتها لنا بساطًا يحملنا إلى حيث نحن الآن، ولم تدّخر علينا لا جهدًا ولا مالًا ولا وقتًا ولا حنانًا ولا حتى صبرًا.
كل يومٍ أعيشه معها هو يومٌ عالميٌ للمرأة، ولست هنا لأحصي فضلها ولا أحصره هي وكل أمهاتنا الخالدات،إنما هو جهد المقلّ،
كل يومٍ أعيشه معها هو يومٌ عالميٌ للمرأة، ولست هنا لأحصي فضلها ولا أحصره هي وكل أمهاتنا الخالدات، إنما هو جهد المقلّ، وشيءٌ يسيرٌ جدًا من التعريج على ذكرهن .
إلى أمي وإلى كل أمٍ حنون في هذا العالم أنتن فخرنا ومجدنا ومروءتنا وكل عزنا وبطولاتنا ..
في هذا اليوم أتذكر أيضًا دور الزوجة، وأعظم من تطرأ ببالي هي بنت خويلد أم المؤمنين سيدتنا خديجة، تلك الزوجة الصالحة التي خلدها الإسلام وخلدها التاريخ


الذي لن ينسى أبدًا موقفها البطولي حيث وقفت مع
زوجها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قالت قولتُها الخالدة.
" كلَّا! والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"
نعم هذا موقفٌ خالد في تاريخ فجر الإسلام حينما احتاج المصطفى في بداية الوحي من يقف إلى جانبه ويثبت فؤاده ويعينه على تلقي الحق وهبه الله أم المؤمنين خديجة فكانت قبل الجميع رضي الله عناها وأرضاها عن الأمة جمعاء.
وفي هذا اليوم كلٌّ منّا يتذكر زوجته تلك المرأة التي صبرت وضحت من أجلنا وكانت خير معين لنا وخير سند في هذه الحياة، وكابدتها معنا بحلوها ومرها، وأعطت أكثر مما أخذت، وبذلت أكثر مما نالت، وفعلت أكثر مما قالت جزاهن الله عنا وعن كل أبنائنا وبناتنا كل خيرٍ يا قطعة الروح والنفس والفؤاد .
في يوم المرأة العالمي أذكر فضل أخواتي وبناتي فكل واحدة منهن لها أفضالٌ عظيمة،

هنّ الأوتاد التي تثبت أفئدتنا في العالم الصعب،
وجودهن في حياتنا حياة،فوالله إن الحياة لتختلط علينا وتتكالب علينا الهموم والأوجاع فما أن نجد أختًا أو ابنةً متبسمةً إلا وأزاحت عنك كل أوجاع العالم لنعود خفافاً بلا أتراح ولا تعب.
‏في هذا اليوم نقول:
‏إن العالم لا يساوي شيئًا من دون امرأة تربّت على كتف الوجود لتصنع لنا وطنًا من أمان ..