أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يدعون إيران إلى العودة دون تأخير إلى التعاون مع وكالة الطاقة الذرية دون تأخير وذلك للتقيد بالتزاماتها القانونية وذلك بعد انتهاء الجولة الأخيرة دون الوصول لاتفاق وتوقف المفاوضات.

ردود إيران جاءت سريعه حيث قالت:
إن من وقفوا وراء تقرير مجلس محافظي وكالة الطاقه الذرية الذي يحمل إيران مسؤلية الفشل ويشير إلى اشعاعات في مواقع لم تعلن عنها إيران هم مسؤولون عن العواقب. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية يقول: رد إيران على هذا التقرير قوي ومناسب.
أعتقد فعلا أن الرد جاهز بلا شك. اليورانيوم المخصب متوفر بكميات كبيرة والكعكة الصفراء أٌكلت وامتلأت بطن القنبلة النووية واصبحت جاهزة للتفجير في اعتقادي. المسألة مناورة. إنضمام إيران للنادي النووي مسألة وقت والغرب يدرك ذلك. لم تستطع أمريكا منع كوريا ولن تستطيع منع إيران. روسيا تلعب بورقة إيران النووي وهي ورقة مساومه وليس لديها مانع من صنع إيران قنبله نووية نكاية بالغرب والصهاينه رغم أنها ربما ستكون أول من سينال جزاء سنمارك. سباق التسلح بدأ في المنطقة وما حيلة المضطر إلا ركوبها. سمعنا عن احتمال تفكير المرشد الإيراني خاميني تغيير الفتوى التي تحرم صنع السلاح النووي. واليوم تلميح ايراني إلى احتمال الانسحاب من المعاهدة الدولية لانتشار السلاح النووي. ثم شروع إيران في سحب كامرات المراقبة من مواقع نووية. كل هذه مؤشرات قوية على نية إيران مفاجأة الغرب والشرق. الاسرائيليون يهددون والغرب يدعوا للعودة ويهددون.
وإيران ماضية في صنع القنبلة النووية. الكل يعرف ان الخوف ليس من صنع القنبلة النووية. دول كثيرة تملك هذا السلاح وليس من السهل استخدامه. باكستان. الهند. روسيا. فرنسا. بريطانيا أمريكا. الصين. كلها في النادي النووي. كوريا الشمالية التي لم يرحب بها بعد في النادي النووي لكنها جربت ونجحت. الكيان الاسرائيلي صنع لكنه ينكر.
الخوف الغربي هو من الصواريخ البالستية التي ستحمل هذا السلاح الرادع. الخوف من الطيران المسير. إيران حتى لو فاوضت لن تتخلى عن صنع سلاح نووي ولن يستطع أحد ردعها. لن يحارب الغرب إيران على الإطلاق. الحرب لن تجدي نفعا ولا أحد يرغب في حرب حتى دول الخليج التي تشعر بتهديد من إيران، حيث أن المستفيد منها هم الغرب وأمريكا بالذات بينما الدمار سيحل بدول الخليج ماليا وبنى تحتية مما سيعيق النمو عقودا. لن يحارب الغرب كوريا من أجل المنع من صنع سلاح نووي والمتوقع اتحاد الكوريتين عاجلا أم آجلا. وأمريكا ستتراجع هيمنتها وسمعتها ومكانتها الاقتصادية والعسكرية على ضوء الطوفان الاقتصادي والعسكري الصيني بشكل خاص والشرق بشكل عام.
على كل حال ما يحدث الآن هو فتح باب التسلح النووي. دول الخليج ستبدأ. لو وضعت مشروعا مشتركا فهو أجدى. مصر ستبدأ وربما المغرب العربي.
الحقيقة أنها مشاريع مكلفه وخطره حتى في صيانتها وممكن تستخدم سلاما وحربا.
ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا لا تعمل لصالح الشعوب، ومثيرة للفتن بين الدول. هي من فتح شرارة الشر في الوطن العربي منذ غزوها للعراق. وبعدها تساقطت حجارة الضومنه. هي من يحرض على روسيا في الوقت الحاضر ولا تدعو إلى سلام بل إلى حشد جميع دول العالم ودعوتهم إلى شيطنة روسيا. هي من يحرض زيلنسكي إلى عدم التفاوض. لا يهمها تدمير أوكرانيا بقدر ما يهمها تركيع روسيا، ويبدو ذلك صعب المنال. هي أول من سيصافح إيران بعد صنع القنبلة النووية. وهي أول من سوف يتخلى عن الاصدقاء ويرمي بهم في أفران أعدائهم. تتفاوض أمريكا مع إيران وتدعو حلفائها إلى عدم التفاوض أو على الأقل المشاركة في المفاوضات أو حتى طرح مخاوفهم وأخذها في الاعتبار وجعلها بندا لا تنازل عنه. يبدو أن دول الخليج وإيران أدركوا أن الأفضل هو المفاوضات والوصول إلى قناعة بحسن الجوار والاحترام المتبادل والفهم والإدراك والحرص على المصالح المشتركة. إنه وفي حال حصل هذا التفاهم وكفت إيران عن زعزعة أمن جيرانها وكل جوارها الإقليمي وفي حال ترسخت القناعات والثقة فستفوت الفرصة على أمريكا وغيرها من الصيد في المياه العكره. ما أجمل أن تسود الثقة ويسود السلام وتختفي الاطماع ويختفي العزف على ما يفرق ويسود الطرق بقوة على ما يجمع.