من الاستغراب في الاحداث الجارية هو تصديق الكثيرين ما يتم الترويج عنه بان نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيذهب باتجاه المصالحة مع نظام بشار الاسد وتحقيق سلام بين جزء من المعارضة وما تبقى من نظام البعث في سوريا، انها لعبة سياسية أخرى من النظام التركي للحصول على تأييد من الغرب وامريكا واكمال مشروعه الوهمي المناطق الآمنة وتبرير قتلهِ للكرد في سوريا واحتلال مناطق اخرى، وبالتأكيد هناك جهات استخباراتية دولية رَسمت هذه الخطوة، فالنظام التركي القائم وحسب دراسة سياساته طوال هذه الاعوام لا يمكن ان يتخذ هذه المناورة من تلقاء نفسه، لا سيما انه دوما يتخذ الخيار العسكري بديلا للسياسة والثقافة والفكر، حاولت تركيا من خلال المناورة الإعلامية المصالحة مع النظام الضغط على اصحاب القرار في القانون الدولي كورقة بالتلويح عن الاستغناء من قرارات جنيف وقدرتها على الانفراد بالملف السوري، واستطاعت اكتساب نقاط في غاية الاهمية ،:
الاولى: أظهرت ان معظم المناطق التي تحت سيطرتها هي معارضة حقيقية للأسد وذلك من خلال التظاهرات الرافضة للمصالحة والتي ستؤدي حسب اعتقادها على حصولها لدعم من المجتمع الدولي وتقديمهم لتنازلات ودعمها في اتجاه توسيع ما تتزعمه بمناطق آمنة.
الثانية: ثبتت ضمنيا لحليفها الروسي والايراني ايضا ان قرار الاتفاق مع النظام مُلك للشعب السوري القاطن في مناطق سيطرتهِا، وازالت عن نفسهِا شبهة مطامعه بالاحتلال للأرض السورية.
الثالثة: يحاول تشتيت شعوب المنطقة وشعبه والشعب السوري عن الجرائم اليومية التي يقترفها بحق الشعب الكردي في سوريا.
الرابعة والاخيرة: استقطاب اصوات معارضي حزب العدالة والتنمية واكتسابهم في الانتخابات التركية المقبلة.

لكن يبقى السؤال هل ستنطلي هذه اللعبة على الروس والغرب والامريكان وشعوب العالم؟؟ii، انها فرصة لقلب السحر على الساحر ان قررت ادارة الولايات المتحدة الامريكية تغيير مناورة تركيا واستغلالها ضدها، فإدارة بايدن تملك من الادوات ما يكفي ان ارادت فعل ذلك...
الأعلام شيء والسياسة التي يتم التخطيط لها لممارستها شيء اخر، تركيا لن تتفق مع النظام لأنها تعلم ان النظام بات جسم صغير وهي كانت ولا زالت العائق الوحيد امام اي تسوية شاملة للازمة السورية بمنعها من اشراك الكرد في المفاوضات، في الوضع القائم تركيا مستفيدة اكثر ولها حضور كلاعب للمساومة مع روسيا وامريكا وايران والاوروبيين، انها مستمرة في سياسة الاستطماع والاحتلال على حساب الشعب السوري الذي بات لعبة مع الاسف يتم تحريكه وفق المخطط والحدث نتيجة قبول هذه الفئة من الشعب منذ البداية بمعارضة هشة سلمت نفسها ومصيرها لدولة اخرى دون ان تعلم انها باتت دمية الى ما لا نهاية.
ان الخيار الوحيد لسد هذه المؤامرات ومنع تقسيم سوريا ارضا وشعبا هو بالحوار الشامل بين كافة مكونات الشعب الهادف لبناء الثقة بينهم والتفاهم المشترك بقناعة وقبول الاخر، إن اساس نجاحهِ هو بانتقاء المتحاورين المخلصين والمتمسكين بالسلام والثبات على تامين حقوق الشعب الكردي في الدستور عبر الدبلوماسية والحوار، السلاح هو لمحاربة الارهاب والدفاع عن الارض والقضية وليس للقضاء على الشعوب وحقوقهم، لا بد ان تعي الانظمة الحاكمة والقوى الاقليمية ان الانسانية فوق كل شيء، كما لا بد من توعية الشعوب لوقوفها يدا بيد مع الشعوب المضطهدة لان الكلمة الاولى والاخيرة لشعب صامد موحد مهما طال الزمن.