أنت في العراق نعم، بلد الحضارات والقانون والثقافات وبلد الأنبياء والأولياء يؤلمنا جداً هذا الجهل الكبير والتضليل الذي وصل إليه الكثير من أبناء هذا الوطن نحن في مصيبة عظيمة تهدد السلم المجتمعي العراقي العنف والتطرف والتفرقة بين العراقيين.
كل السبب هو الإسلام السياسي
لم تَدْفَعْنَ المذهبية على التنديد بما تفوه به باسم الكربلائي كما يريد أن يصورها البعض فأنا ولله الحمد قد طلقت اَلْحَسَاسِيَة المذهبية والقومية وأخذ المواقف بناءً عليهما "ثلاثاً طلاقاً" منذ سنوات كما أنني على قدر جيد من المعرفة يُساعدني على الوقاية من داء "السطحية". فأنا أعرف جيداً مدى تجَذُّر هذا الخطاب ودوافعه الأولية كما أنني أعلم بأن الشخص المذكور آنفاً هو مُجرد مُردد لأفكار أرَّختها الكتب الدينية الكثيرة منذ بدايات العصر الإسلامي إلى الآن. ولكن بالطبع لا يمكن لي أن أقع في الازدواجية التي يقع فيها مُدَّعي الثقافة من المشمرين عن سواعدهم عند كل حدث مُشابه كَي يُفصِّلوا جلباباً من حرية التعبير على هيئة أفكارهم المتخلفة.
لذلك أرى أن التنديد بمثل هذا الكلام من دون أن أنزه الشخصيات التاريخية من الأخطاء أو أحميهم من مشارط النقد هو واجب أخلاقي لكل من يكون للطائفية وببغاواتها وَغِرْبَانهَا بالكره وعدم الاحترام الطائفية في العراق مُتجذرة إلى أعماق التأريخ وغياهبه... فالعودة إلى هذه الجذور وبداياتها تحتاج إلى دراسات مُستفيضة ومُفصلة حتى وإن استثنينا هذا الامتداد التأريخي وظللنا نُركّز على تأريخنا الحديث فتبقى هذه الآفة قديمة حيثُ تعود إلى أيام السجالات باختصار؛ ما يقوم به الآن " الإسلاميون"من تجاوز واساءة وإثارة لنعرات طائفية دفع الشعب سابقاً أبهظ الأثمان نتيجة لإثارتها ما هو إلا جزءاً من ذلك الامتداد التأريخي البائس الذي أنهك أجيالاً وأجيالا من أبناء هذا البلد وهو يرفض إلى اليوم أن ينقطع أو يتوقف عند نقطة ما محاولاتنا للترقيع في الصراع العقائدي والفكري بين المذهبين أشبه بمحاولة خياط نفاخة هواء بحيث ان مهما قمنا بخياطها تبقى هنالك فتحات لم تُغلق.
نحن نجهل كيفية كتابة تاريخ هذا الدين وما هي المقومات التي أَنْشَأْت عليها مقومات هذا الدين ومن ثم الانقسامات التي حدثت مؤخراً الحل الوحيد هو مغادرة هذا الحقل والالتجاء إلى حقل آخر أكثر عقلانية.
التعليقات