أيها البحر هل فيك سر الجاذبية لحزني..!!

فكلما نظرتُ إليك رميتُ في عمق قاعك كُلَ أوجاعي.. وغرستُ تلك القيود التي أسرتْ أحلامي..

سأُبحر بين ثنايا امواجك كي أُخبئ كل اسراري..

وأسرحُ في خيال جمالك باحثةً عن ذكرياتي المليئةِ بالوجوه والكلماتِ.. لأزمنةٍ واحداثٍ محملةٍ بالرسائل المتناغماتِ..

ستبقى ملاذاً ومقصداً تسكنُ إليه روحي..

ونافذةً أرسمُ من خلالها روائع أُمنياتي..

جميلٌ أنت أيّها البحرُ بكل ما فيك..

بامواجك.. بسمائك.. بنوارسك وأسرارك العميقة..

سكونك.. تأملٌ.. تدبرٌ.. للحياة

وضياعٌ للآلامِ والأحزانِ.. وإختفاءٌ للذكرياتِ المثقلةِ بالاوجاع..

بهدوءِ امواجك تحيا النفوسُ طمأنينةً بعد ان كانت تائهةً في زحمةِ الاوهام..

ومع نسيم اجوائك ينبعثُ الأمل من زرقة السماء.. وتولدُ أجمل اللحظات الهادئاتِ إلى حيث الخيال المنسجم مع اللألي البيضاءِ..

وبحضرة الثُريات المتلألئاتِ.. وبدرٍ أضفى بضوئه على قيود الظلامِ.. يأتي مساؤكَ مشرقاً فتسرحُ الذاكرةُ في سماء الخيالِ.. وتنسجُ بيتاً للاحلامِ..

سأرتوي من ذاك الهدوءِ الذي يُزينك واكتسب منه اناقتي.. ومن غموضك وعمق اسرارك ساعلن قوتي وكبريائي..

أيّها البحر الممتد إلى حيث لا أدري فيك الضياعٌ.. والرهبةٌ.. والفِراقُ حين تغضب..

فهل حقاً أنت بيتُ للألامِ والأوجاعِ!!

أين أنت من ذاك الهدوء الذي سكن الروح.. وتلك الإبتسامة الخجولة التي تحولت إلى خوفٍ ووجل!!

ما بالُ أمواجك تتجردُ من كل نسيمٍ وسكونٍ وسلامٍ.. وتتحولُ إلى هيجانٍ وقوةٍ وانتقامٍ..

عالمٌ غريب أنت من السِحر والعجبِ..

سبحان من صورك وأبدع في رسمكَ وكأنك لوحةٌ تنثر عبق الحياةِ لكلِ ناظرٍ متأملٍ.. أو لوحةُ بركانٍ عصف بأمواجه الغاضبة والتهمَ وبقسوةٍ كل منْ اعترض طريقه نحو المجد..

ستبقى صديقُاً وفياً لوحدتي وخيرُ جليسٍ أشكو إليه وجعي..

فسلامُ عليك وعلى شاطئكَ حتى نلتقي.