بقلمي ومن قلبي

لم أكن أتخيل يومًا أن أعتني بكائن أخر صغير ليس بإنسان، فعلاقتي قبيل خمس أعوام بكل ما هو ينبض بالحياة من غير البشر كانت علاقة اللا حب اللا كراهية حالة من الحياد النابع من الخوف وبعض الاشمئزاز. لكن القدر أحيانًا يكون "لطيف" ويرسل لنا أمور لم نكن نعلم إننا في حاجة شديدة إليها.

منذ نحو خمس سنوات جاءت "زيزي" كلبتي الصغيرة حجمًا الكبيرة حبًا ومعني – من نوع الجريفون الفرنسي – وبالبداية أخذتها كهدية أعلم جيدًا إنها لن تظل معي كثيرًا ،وعندما قبلتها كهدية كنت معتقدة بأنها لن تظل معي مدة طويلة.

لكن الآن وعند كتاباتي لهذه السطور أصبحت زيزي جزء مهم وكبير وحبيب بحياتي هى وكل بني جنسها من كائنات مُحبة بلا شروط، معطاءة بلا حدود ،حتى منح الحياة ذاتها دفاعًا أو حبًا للصحبة للصداقة للحب. لهذا لم أعد أتعجب من الأخبار التي نتهكم عليها هنا ببلادنا، حيث ثري يكتب جزء من أمواله لرعاية كلاب حين وفاته، أو أخر يخاطر بحياته من أجل إنقاذ كلبه.

زيزي تهلل فرحًا برؤيتي أنا وأسرتي، تستقبلنا بحب حقيقي وتستقبل كل يوم جديد بفرح حقيقي لرؤية أصحابها حولها متيقظين غير متألمين، لا تشعر يومًا أن كل المنح حق مكتسب إنما تشكر وتسعد بها كل يوم وكأنها بأول ساعات الحصول على المنحة.

زيزي تؤكد لكل من حولها أن الحب قوة وقوة الحب وحدها تخلق الانتماء لكل شيء وأي فرد بالعلاقات البعيدة عن العمل أو إعمال القانون.

فالطاعة لا تُخلق من رهبة وخوف إنما يصنعها الانتماء بفعل الحب والتقدير. زيزي تنسى القسوة التي تتم أحيانًا لأجل تعليمها أي مهارة أو حتى غضب غير مفهوم، وتعود لتحب من جديد بقلب لا يحمل أي بؤر مظلمة بفعل قسوة عابرة.

نحن كمجتمع أصبحنا في أمس الاحتياج لاتخاذ خطوات لتهذيب نفوسنا التى شبعت من أمراض الزحام والخوف والكراهية للاختلاف، وغيرها من أمور أبعدتنا ملايين الخطوات عن " الإنسانية" وقربتنا من الشيطانية.

من أهم تلك الخطوات برأيي "رعاية الحيوانات" تلك الرعاية التي لا تقل أهمية عن رعاية البشر. فعندما ترى من لا يستطيع إخبارك بألمه واحتياجه ستكون رحيمًا بالقدر الكافي لرعاية المتُكلمين العاقلين.