قدم الفريق المغربي مباراة في أعلى مستوياتها، تمكن من تحقيق فوز مستحق على الفريق الاسباني بجدارة، تفاعلنا وصرخنا وبكينا فرحا، فالفوز هو فوز مغاربي عربي يفتخر به الجميع، ورغم أن هناك من المعلقين الأجانب من قال بأنه فوز غير متوقع، ولكننا كمراقبين ومتابعين توقعنا، بل كنا على يقين أن المغرب سيفوز، لأنه قدم بطولة تعكس مهاراته وفنياته، كما أن قلوبنا جميعا مغاربة وعرب توجهنا بالدعاء للفريق العربي الوحيد الذي وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة بعد إقصاء فريق المملكة العربية السعودية الذي رغم إقصائه ما زال حديث الحدث الكروي بعد فوزه على الأرجنتين وكانت مباراة مذهلة استمتعنا جميعا بأداء الصقور، وكذلك الحال بالنسبة لنسور قرطاج الذين أبلووا بلاء حسنا بإرباكهم للديوك والفوز عليهم، وبالتالي فقد تركت الفرق العربية بصمة تستحق الثناء حتى لو لم تتأهل.

منذ انطلاقة المباراة بين المغرب وإسبانيا ونحن نشاهد الأداء القوي للمنتخب المغربي، رأينا مدى الانسجام واللعب الجماعي المتناسق على أرضية الميدان سواء على مستوى الهجوم أو الدفاع، حتى على مستوى المهارات الفردية التي رأيناها في أداء أشرف حكيمي وسفيان بوفال وحكيم زياش وروماس سايس وبقية اللاعبين، وقد أثبتوا أنهم قادرون على التحكم في مجريات اللعب حتى في الشوطين الإضافيين، حيث بدأ الإسباني يضغط في اللحظات الأخيرة، لكن المغربي كان لدية النفس الكبير لمواجهة تلك الضغوطات ولم يركن للتعب بل استمر على نفس الريتم طوال عمر المباراة.

وهنا لا بد من التأكيد على أن الفريق المغربي هو فريق قوي وله تاريخه ووصوله إلى بطولة كأس العالم لم يأت صدفة، بل جاء بعد الانتصارات التي حققها والتي أهلته للوصول إلى قطر بكل استحقاق، وقد برهن بفضل مهاراته أن لدية الكفاءة الكافية والعالية لتوصله إلى الثمن النهائي ويخوض معركة ساخنة مع بطل كأس العالم لسنة 2010، ولكن فريق الغضب الأحمر "ولافوريا روخا" لم يتمكن من صد أبطال المغرب ليجعلوا هزيمتهم أمرا واقعا. إن الفريق المغربي لم يفز فوزا ساحقا على أي فريق، بل فاز على فريق له تاريخه الكروي وهو الملقب بالماتدور، ليقصه من التأهل إلى الربع النهائي، إقصاء ثقيل على كاهل فريق لاروخا، في المقابل هو فوز سيكتب في السجل الذهبي لأسود الأطلس الذين مثلوا المغرب والعرب أحسن تمثيل، ونأمل أن يواصلوا التقدم لأنهم قادرون بإمكانياتهم وثقتهم وإصرارهم الوصول إلى النهائي ولم لا تكون هذه البطولة عربية بتمثيل مغربي يخلد بذلك الحلم العربي الكروي.