في 7 ديسمبر 1941م شهد ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي هجوماً مباغتاً على الأسطول البحري الأمريكي القابع في هذا الميناء من قبل القوات الجوية اليابانية نتج عنه مقتل ما يزيد عن 2000 جندي أمريكي وعلى إثر هذا الهجوم دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية وأخذ يبحث المخططون الإستراتيجيون عن خطط للثأر وإلحاق الهزيمة بالجيش الياباني.

إلا أن فكرة الرد جاءت من خارج الجيش الأمريكي إذ جاءت عن طريق طبيب أسنان يدعى (لايتل أدامس)؛ الذي كان يزور بعض المناطق الجبلية في ولاية نيومكسيكو حيث أعجب بالخفافيش التي كانت تهاجر بأعداد ضخمة لتستقر في الكهوف وفكر فيما لو استخدمت هذه الخفافيش لتكون جيوشاً خفية لضرب المدن اليابانية فيما لو تم تصنيع متفجرات بأوزان تستطيع هذه الخفافيش حملها، وأستطاع هذا الطبيب أن يقنع السيدة الأولى إليانور روزفلت وحصل على الموافقة من الرئيس روزفلت ٍليبدأ العمل على مشروع تصنيع هذه المفجرات. الذي حظي بموافقة المسؤولين العسكريين وأطلقوا عليه لقب X-Ray وتم إنشاء مدينة تحاكي مدينة يابانية وتم اطلاق سرب من الخفافيش بعد تلغميها بالمتفجرات لتدمير المدينة المقترحة ليتأكدوا من نجاح التجربة إلا أن المفاجأة أن هذه الخفافيش انحرفت عن المدينة اليابانية الهيكلية لتفرغ حمولتها من المتفجرات على منشآت القوات الأمريكية لتندلع ألسنة اللهب في هذه المنشآت وتلحق خراباً ودماراً هائلاً بهذه المنشآت إضافة إلى خسارة تكاليف هذه التجربة التي كلفت أكثر من مليوني دولار.

هذه المقدمة والقصة تذكرنا بما يحدث في إيران من ضربات للمنشآت العسكرية التي نشاهد ألسنة اللهب تندلع في عدة مدن إيرانية بضربات مركزة على مصانع ومنشآت عسكرية دون أن تعلن جهات معينة مسئوليتها عن هذه الضربات وفي نفس الوقت لم تعلن القيادة الإيرانية سواء السياسية أو العسكرية أو الحرس الثوري عن مصدر هذه الضربات مما يثير الدهشة والتساؤل هل هذه حرب خفافيش؟

فهناك من يقول أنها ضربات إسرائيلية تستهدف البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني الذي وصل لمراحل متقدمة بعد أن وصل التخصيب إلى نسبة 90% وهي نسبة تصفها وكالة الطاقة الذرية أنها كافية لتصنيع رؤوس نووية.

كما أن هناك من يقول أنها ضربات مفتعلة من الحرس الثوري كحل نهائي وجراحي للإنتفاضة الشعبية التي أنهكت النظام سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ووصل الأمر إلى مراحل متقدمة وصلت لحد التهديد الوجودي للنظام ومن هنا تتم التفجيرات لإمتصاص غضب الشعب وتحويله إلى تعاطف وتضامن مع النظام.

بينما هناك من يقول إن هذه الضربات جاءت من جهات إستخباراتية مخترقة للحائط الأمني للبلاد بعد تهريب الطيران المسير والمعدات العسكرية إلى داخل البلاد ومن ثم يتم اطلاقها من الداخل الإيراني لتجنب رصد مثل هذه الطائرات أو الصواريخ من قبل أنظمة الرادار فيما لو أتت من الخارج .

الصمت الإعلامي والسياسي للقيادة الإيرانية تجاه هذه الضربات الموجعة كما كنا نسمع دائماً بتوجيه أصابع الإتهام لإسرائيل أو الشيطان الأكبر كما تسميه دوماً الولايات المتحدة الأمريكية لم نسمعه هذه المرة.

بل هو صمت من منطلق ( لم آمر بها ولم تسؤني) فكأن هذه الضربات جاءت كطوق نجاة لإنقاذ النظام !!.

وهناك من يقول هل هذه الضربات فزعات من الصديق الخفي أو الخفافيش عدو النهار وصديق الليل!

السلوك الإيراني من عام 1979م طرح الكثير من النظريات والإحتمالات والتوقعات فقد مارس من التخريب والتدمير للوطن العربي والإقتصاد العالمي والأمن المائي العالمي ما يكفي ليتخذ قراراً بتغييره كما أتخذ القرار من قبل الرباعي الغربي الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس وزراء بريطانيا جيمس كالاهان والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان والمستشار الألماني هيلموت شميت في إجتماعهم الشهير المسمى مؤتمر جوادلوب في جزيرة جوادلوب في البحر الكاريبي في الفترة من 4-7 يناير 1979م ومفاده على الشاه أن يغادر إيران إلى الأبد!!.

هل هذا الرباعي الآن غير قادر على إتخاذ نفس القرار وقد فعل هذا النظام من الفظائع أكثر مما فعله الشاه؟

وهذا يعطي رسائل مشفرة أن هذا النظام يقوم بدوراً وظيفياً لا زالت الحاجة تدعو لبقاءه إلى إشعار آخر. ولحين صدور هذا القرار سنشاهد الكثير من حروب الخفافيش!!.