يجمع المحللون العسكريون بان اسرائيل انتصرت في هذه الجولة من الحرب ضد ما يسمى حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة ويقول البعض بان شهيدة اسرائيلية واحدة فقط سقطت خلال هذا العدوان الذي استمر 5 ايام بينما تكبد الطرف الاخر خسائر كبيرة وابرزها مقتل حوالي سبعة من كوادر الحركة الارهابية وعشرات العناصر التابعة لها ناهيك عن تدمير مقرات وثكنات وعشرات منصات الصواريخ. اما اسرائيل لولا الوساطة المصرية لكانت واصلت بالتصدي وبالقضاء على الحركة لولا وعيلها للوسيط المصري وتوسلاتها المتكررة لوقف اطلاق النار في حين ان يد اسرائيل كانت على العليا في جميع مراحل الجولة.

ويقول المحللون الاسرائيليون ان اغتيال قياديين عسكريين في الجهاد شكل سببا مهما لطلب وقف اطلاق النار من قبل الحركة الارهابية حيث هذه الاغتيالات فاجأت الكثيرين ويتسأل الجميع من اين لاسرائيل المعلومات عن كوادر الجهاد وهل يتم رصد تحركاتهم اليومية. والجدير بالذكر انه من اول ايام الحرب علقت الجهاد أملها على أن تنجح المخابرات المصرية بتحقيق وقف إطلاق نار يبقى صامدا بعد دخوله إلى حيز التنفيذ وكانت شبكة الجزيرة قد ساهمت بالضغط على اسرائيل وعلى الصحافة الاسرائيلية لفرض امر الواقع بهذا الصدد لكن نتنياهو لم يبدي اي مرونة وصرح اكثر من مرة بان الجيش الاسرائيلي مستعد ان يخوض المعركة بكل احترافية مهما تطلب ذلك من وقت. كان واضحا لقائد حركة الجهاد الموجود في احضان طهران أنها لن تربح الكثير من استمرار العملية العسكرية، وأنه كلما طالت سيكون من الصعب رصد واستهداف أهداف اسرائيلية مدنية او عسكرية. كما أن استهداف كوادر الجهاد ومنازلهم سيزداد وحسب. وهذا هو سبب هرولة الجهاد بالسعي إلى وقف إطلاق النار.

والسؤال المطروح في هذه الجولة كما طرح في الجولة السابقة اين هي حركة حماس وهل تخلت عن اختها الجهاد؟ في حين نرى بان حماس موجودة في البيانات تحت ما يسمى الفصائل الفلسطينية لكن القاصي والداني يعلم بان حركة حماس لم ولن تشارك في هذ الحرب خشية خسارة المكاسب والتفاهمات التي عملتها مع اسرائيل في السنوات الاخيرة وابرزها دخول 17 الف عامل من غزة الى اسرائيل للعمل لتقوية الاقتصاد في قطاع غزة الذي تصل معدل البطالة فيه الى اكثر من 65 بالمئة.

اما بالنسبة لارباح الجهاد فانها لم تربح اي شيئ حتى التعاطف العربي لم تربحه. لم نرى المظاهرات في الدول العربية والاجنبية التي تطالب بانهاء الحرب وحتى الدول العربية لم تصدر التنديدات او دعوات المطالبة لوقف اطلاق النار والسبب معروف هذه الحركة منبوذة وممولة من إيران وتخضع لأوامر اسيادها في طهران وليس لها أي علاقة بالعروبة.